رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مأزق »هيكل«

 

أصابتني خيبة الأمل يوم »الإثنين« الماضي بعد طول انتظار لقدوم هذا اليوم، كنت أعد فيه الأيام والساعات والدقائق لحضور الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل إلي جهاز الكسب غير المشروع، ليقدم المستندات الدالة علي امتلاك الرئيس المخلوع حسني مبارك 11 مليار دولار في الولايات المتحدة.. إعلان »هيكل« للرأي العام عن هذا الرقم الذي لن يتواني جهاز الكسب غير المشروع عن استردادها وعودة هذه الأموال المنهوبة إلي مصر، أسعد الشعب المصري، وأعتقد أن المصريين جميعاً فرحوا مثلي عندما سمعوا وقرأوا »لهيكل« عن هذا الإعلان.. وفجأة خيب الكاتب الكبير آمال الشعب المصري ولم يقدم حتي »قصاصة« ورق لجهات التحقيق مما أوقعه في حرج شديد أمام قضاة التحقيق.

الأغرب أن »هيكل« قال إنه اطلع علي تقريرين الأول صادر عن البنك المركزي السويسري بامتلاك »مبارك« 512 مليون فرنك سويسري، والثاني صادر عن وكالة الاستخبارات الأمريكية بامتلاك »المخلوع« 9 مليارات دولار.. والأغرب من ذلك كله أن »هيكل« نفي علاقته بما نشرته جريدة »الأهرام«، قائلاً إنه ليس له علاقة بالعنوان المنشور وإنه مسئول فقط عما ورد في الحوار.. في حين ان نص حوار »هيكل« أعلن فيه امتلاكه مستندات حول الـ11 مليار دولار كما ان العنوان المنشور معبر عن واقع الحوار.. إضافة إلي أنه يصعب علي الزملاء في جريدة »الأهرام« وضع عنوان مخالف لواقع الكلام المنشور.

كلام »هيكل« أمام جهات التحقيق لا يخيل علي أحد، ولما وجد نفسه أمام جهة تحقيق

عادلة، راح يبحث عن حل للخروج من المأزق الذي وضع نفسه في إطاره.. »هيكل« خيب الآمال مرتين الأولي علي شعب مصر، والثانية علي جهات التحقيق.

الذي فعله »هيكل« يعد زلة بكل المقاييس لن يغفرها له المصريون.. ثم لماذا يصر »هيكل« علي أن يتصدر المشهد في هذه الآونة بالتحديد.. ألا يكفيه تصدره المشهد الإعلامي والسياسي طوال زمن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ولماذا يصر علي أن يأخذ زمنه وزمن غيره؟!.. كنت أتمني علي »هيكل« أن يقدم المستندات الدالة علي امتلاك »المخلوع« هذه الثروة حتي تبدأ جهات التحقيق في اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتعقب هذه الأموال في الخارج وعودتها إلي هذا الشعب المطحون الذي يواجه مواطنوه الذل في توفير رغيف الخبز. لكن يبدو أن الأمل الوحيد الذي تعلق به المصريون حول عودة جزء من هذه الأموال ضاع أدراج الرياح..

ولدي سؤال أخير محير، لو أن مواطناً آخر غير »هيكل« فعل هذا أمام جهات التحقيق.. فماذا سيكون مصيره؟!..