رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعظيم سلام لشيخ الأزهر

 

تعظيم سلام لفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر علي تصريحاته الرائعة أمس عندما قال ان الرئيس المخلوع حسني مبارك ليس فوق القانون، وانه يخضع للتحقيقات التي تجري معه في التهم المنسوبة إليه.. أسعدتني تصريحات فضيلة شيخ الأزهر عندما رد علي ما نشرته صحيفة ألمانية تطلب الرحمة مع »مبارك«، وقال ان العفو لا يأتي إلا بعد محاكمة وصدور حكم يتوافق مع القانون.. الذي قاله الدكتور الطيب ان القانون هو السيد الذي يحتكم إليه الجميع، وسيادة القانون تعني ضرورة التزام  الجميع أمامه دون استثناء، أياً من كان. وأتعجب من الذين يطلبون الرحمة لآل »مبارك« الآن، وهم الذين لم يرحموا مواطناً مصرياً واحداً طوال ثلاثين عاماً. فالمصريون ذاقوا الذل والقهر و»المرمغة« في التراب ولايزالون حتي كتابة هذه السطور يتجرعون الويلات مما فعله »مبارك« وسدنة حكمه..

هو لم يرحم مصرياً في طول البلاد وعرضها، حتي يطلب له المصريون الرحمة والعفو، وحتي في لحظات سقوطه كان مصاصاً لدماء الثوار.. فبأي منطق يطبق عليه مبدأ العفو والرحمة، وليس من حق أي مصري أن ينادي بذلك، والذين يملكون  هذا الحق كما قلت قبل ذلك هم الشهداء أنفسهم الذين سالت دماؤهم في القاهرة والاسكندرية والسويس، حتي نعيش نحن. وإذا كان المصريون أنفسهم ليس من حقهم العفو عن قاتل متعمد هو وزبانيته القابعون الآن خلف القضبان، فبأي منطق تطلب مجلة أوروبية هذا الحق وتنادي به.. ولو أن المستشارة الألمانية فعلت ذلك بالشعب الألماني، ما جرؤ ألماني واحد أن ينادي بالعفو والتسامح لها.. وكان رد شيخ الأزهر حاسما وصائبا، وهو أعلي مؤسسة دينية في مصر والعالم أجمع عندما حسم الأمر بأن المخلوع ليس فوق القانون.

أزهر الثورة بقيادة الدكتور الطيب بدأ يسترد عافيته خلال المرحلة الماضية،  يدلي برأيه بحزم وحسم، يقول الكلمة الآن في موضعها دون حساب لأية عواقب، وبدأ يسترد ريادته في المسائل التي تتعلق

بشئون المجتمع والمواطن.. الآن أزهر الثورة يذكرنا بأزهر ثورة 1919 عندما كان يشارك في كل قضايا المجتمع بالفكر التنويري الحر والرأي الصائب.. وهو ما بدأه الآن الشيخ الطيب، وبرز مؤخراً ذلك في أحداث الفتنة ولقاءاته المستمرة  مع الكنيسة  المصرية وعلمائها وقساوستها من أجل وأد أية أزمة أو فتنة.. أزهر 2011 كان جنباً الي جنب مع قيادات الكنيسة في ميدان التحرير..

رد فضيلة شيخ الأزهر علي المجلة الألمانية بحسم يعني أن الأزهر انصهر في المجتمع  المصري، بعدما أصبح مغيباً لسنوات طويلة عن الساحة العربية، حتي وصفه جميع المصريين بالسلبية وعدم الاهتمام واللامبالاة... وفعلاً الكل يتغير، والأزهر واحد من المؤسسات المهمة في الدولة التي بدأت تأخذ طريقها نحو التغيير بالأفعال والأقوال.. يشارك الأزهر في القضايا الداخلية والخارجية، دون انتظار لتلقي التعليمات كما كان يحدث في الزمن البائد... ولقاء الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية أمس مع الشيخ الطيب قبل سفره لحضور مؤتمر قمة عدم الانحياز، يعني بدء تفاعل الأزهر مع قضايا مصر الخارجية، بعدما كان نسياً منسياً ليس فيمن غاب أو حضر!!

رد شيخ الأزهر علي المجلة الألمانية، بمثابة تاج علي رؤوس المصريين جميعاً، يستحق منا الانحناء أمامه، والدعوة له بالاستمرار فيما بدأه حتي تعود صورة الأزهر القوية المتينة.