عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الجماعة» تغسل يدها من دم الجندى

بصوت يملؤه الشجن والحزن ويدمى القلب، تحدثت السيدة سامية الشيخ والدة الشهيد محمد الجندى عن التقرير الأخير الصادر عن اللجنة الخماسية الذى قال إن «الجندى» مات فى حادث سير.. وبصراحة شديدة أضم صوتى إلى صوت هذه السيدة المكلومة، فالتقرير الجديد يشوبه العوار وينقصه الحيدة والدقة.. فأصابع جماعة الإخوان الحاكمة تبدو ظاهرة جداً فى هذا التقرير، لأن كل الأدلة والقرائن المودعة لدى النيابة تؤكد وفاة «الجندى» نتيجة تعذيب شديد.

التقرير «الخماسي» الأخير الذى يؤكد أن هناك حادث سيارة هو الذى أودى بحياة الجندى، ويأتى بالمخالفة للتقرير الثلاثى السابق الذى أكد وفاة «الجندى» بسبب تعذيب وحشى.. لماذا تصر «الجماعة» الحاكمة على اعتبار وفاة الجندى بسبب سيارة، وتستبعد وفاته إثر تعذيب؟!.. المعروف أن هناك اتهامات تطول الجماعة وأبسطها فى وفاة الجندى أنهم متورطون من قريب أو بعيد بتعذيبه، ثم إدخاله المستشفي. ويبدو أن التقرير الثلاثى السابق على هذا التقرير لم يعجب «الجماعة» لأنه أكد وفاة الجندى بالتعذيب، مما دعاها إلى تشكيل اللجنة الخماسية حتى يخرج تقرير متوافق على هواها ورغبتها!!
أضم للمرة الألف صوتى إلى صوت السيدة سامية الشيخ والدة الجندى التى اتهمت الإخوان صراحة بتعذيب ابنها حتى الموت.. ولقد أكدت السيدة أن لدى النيابة تفاصيل وقرائن مهمة تؤكد أن الجندى -رحمه الله- نال تعذيباً وحشياً وهمجياً حتى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفي، فماذا قالت الأم المكلومة؟!.. إنها قالت إن متعلقات الجندى خلت من حذائه وشرابه ومن الملابس الداخلية، فليس من المعقول أن يكون الجندى يرتدى البنطلون والجاكيت على اللحم.. وفجرت الأم مفاجأة أخرى عندما قالت إن جسد الجندى كان بادياً عليه آثار التعذيب وعلى رأسها خلع أسنانه.. ومن غير المقبول أن يكون المصاب بحادث سيارة تكون كل هذه القرائن والأدلة مصاحبة له، إنما هى دليل قوى على حالة تعذيب شديد أودى بحياته.
تاريخ دخول الشهيد الجندى إلى المستشفى جاء تسجيله بعد ثلاثة أيام، ما

يعنى أن هناك تلاعباً فى كل شىء.. كل هذه الأدلة ثابتة فى النيابة، وطبقاً للقانون فإن النيابة تنتظر التقرير الخماسى، ويعنى أيضاً أن مصير هذه الدلائل إلى جوار التقرير لا شيء.. وبهذا الشكل المملوء بالتدليس تضيع قضية محمد الجندى الشاب الوطنى الثائر هباءً منثوراً.. كل ذلك من أجل سواد عيون الجماعة.
من حق الأم المكلومة سامية الشيخ أن تقوم بتدويل القضية كما تحدثت إلى الزميل الإعلامى جابر القرموطى على فضائية «أون. تى. فى»، فطالما أن الجماعة تضيع الحقوق وتهدر كرامة المواطن وتقتل شبابها بالتعذيب، وطالما وقف الجميع عاجزاً عن محاسبة الجماعة التى تهدر دماء، يصبح من الطبيعى أن تقوم والدة الجندى بتدويل القضية بكل الطرق المشروعة قانوناً.
لقد غسلت «الجماعة» الحاكمة القاتلة يدها من دماء الجندى ومن كل الذين لقوا حتفهم فى عصر الرئيس محمد مرسى والذى زاد عددهم على عدد شهداء ثورة يناير.. فهل هذا يليق وهل هذا يجوز؟!.. بحق إنها مأساة ما بعدها مأساة.. ليس بغريب أن تنفض الجماعة يدها وهى التى تسببت فى قتل العشرات أمام الاتحادية وفى بورسعيد وفى ميدان التحرير؟!.. وليس أمام المرء إلا ترديد ما قالته الأم المكلومة «حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل الظالمين الذين لا يراعون الله فى تصرفاتهم وأفعالهم».
[email protected]