رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الرئيس الإخوانى ـ الناصرى «2»

كلمة الرئيس محمد مرسى فى شركة الحديد والصلب التى أثارت الدنيا ولم تعقدها عندما اكتشفنا فجأة أنه تحول إلى «ناصرى» بعدما قال: «هنكمل مسيرة الرئيس جمال  عبدالناصر، مازالت تتوالى عليها الردود والتى أثارت استياء شديداً ليس على المستوى المحلى فحسب وإنما على المستوى العالمى، ففى الداخل لم تمر هذه الكلمة مرور الكرام، واكتشف الشعب المصرى العظيم بفطرته أن رئيسهم مازال يواصل خداعهم.. فليس من المنطقى أو المقبول أن يكون الرئيس الإخوانى قد تحول الى ناصرى فجأة وبقدرة قادر. وأيضاً ليس مقبولاً أن يتحول الضحية إلى محب لجلاده، وهذا ما تحدثت عنه أمس.

صحيح أن الرئيس عبدالناصر كان ضمن عدد من الضباط قبل ثورة يوليو فاعلين فى جماعة الإخوان لكن ذلك لم يدم طويلاً وسرعان ما انقلب عبدالناصر وجماعته على الإخوان مثلما فعلوا فى انقلابهم على على باشا ماهر سنة 1953 وقيامهم بفك الأحزاب السياسية كلها، أو لنقل انفراده، وجماعة الضباط بالحكم واتباع سياسة التسلط والفاشية، وكان النصيب الأكبر من الظلم واقعاً على الإخوان أو أى تيار دينى آخر... التاريخ يعلمنا أن أى ثورة لكى تضمن النجاح لابد أن يكون أعضاؤها أو القائمون بها أو المخططيون لها العسكر والتيار الدينى الذى يستغل مشاعر المواطنين المتدينين بطبيعتهم، والزعامة تنشأ أو تخلق من وجود القائد الذى يتمسح بالدين.. ولو عدنا بالتاريخ فسنجد أن الزعيم خالد الذكر سعد زغلول الرجل المدنى كان ذا خلفية دينية رائعة فلا أحد ينكر أنه كان أزهرياً.
استغل عبدالناصر هذه الخلفية السياسية وتقرب من الإخوان بل كان عضواً بارزاً فيها ولما تمكن من الأمور انقلب على الجماعة التى تعرضت لأبشع أنواع القهر على يديه خاصة الجناح الإخوانى الذى كان يطالب بالسلطة، وما عداهم أمثال الشيخ الباقورى كانوا فى حضن السلطة... الغريب فى الأمور أن المسألة الآن مقلوية فالإخوان هم في الحكم والرئيس محمد مرسى الإخوانى يتربع على عرش مصر، ويتودد إلى الشعب المصرى فى محاولة يائسة بعد كشف خيبته وخيبة الجماعة فى إدارة شئون البلاد.. وسياسة الجماعة القائمة على الإقصاء والاستئثار فى كل شىء كشفتهم أمام الرأى العام المصرى، بل لفظهم المصريون، حتى لو كان هناك تعاطف قديم مع «الجماعة» بسبب ما تعرضوا له من أذى وقهر، وضاع هذا التعاطف بسبب هذه الإدارة

الفاشلة.
فى ثورة «يناير» تحالف العسكريون مع «الجماعة» وأيدوا جميعاً ثورة الشعب وخطف الإخوان الحكم وحاولوا تنفيذ سياسة «الزعامة»، لكن هيهات بين ما فعله جمال عبدالناصر هذا الضابط الصغير الذكى وبين محمد مرسى الذى خضع طيلة حياته لسياسة السمع والطاعة داخل الجماعة.. ولذلك لم أكن مستغرباً أبداً أن يقوم مرسى بزيارة لأحد مشاريع عبدالناصر ويطلق عبارته «هنكمل مسيرة عبدالناصر»، ظناً منه فى تصور خاطئ تماماً أنه سيلقى ترحيباً من القاعدة العمالية والشعب المصرى على وجه الخصوص، لأن الظرف غير الظرف والظروف غير الظروف التى جاء بها عبدالناصر الى الحكم.
دائماً ما تنسى الجماعة وعلى رأسها الرئيس محمد مرسى أنه جاء  بانتخابات فى أول محاولة ديمقراطية ووصل إلى سدة الحكم بأصوات ناخبين ـ ليس مهماً ـ كم عدد الأصوات ولا مهماً أن المصريين كانوا أمام خيارين كليهما مر، فقد ارتضي المصريون الصندوق الانتخابى، وهو نفسه الرئيس الذى أعلن أنه متمسك بذلك حتى انتهاء ولايته.. صحيح أن شرعيته سقطت فور انقلابه على الديمقراطية، التى ارتضت بها الجماعة ليس حباً فيها ولا هذا مبدؤهم، لكن لم يكن أمامهم خيار هم أيضاً إلا ذلك.. وفور تمكينهم من الحكم أعلنوا صراحة انقلابهم على هذه الديمقراطية التى أتت بهم، فهم يتاجرون بكل شىء حتى يتمكنوا.. وكذلك «مرسى» قال للعمال إنه سيستكمل مسيرة عبدالناصر ليس حباً فيه وإنما متاجرة بحب قطاع كبير من العمال للرئيس عبدالناصر.
المشكلة الأخطر فى خطاب مرسى على المستوى الخارجى وهو ما سنتحدث عنه لاحقاً إن شاء الله.

[email protected]