عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حلم الدولة المدنية

هدأت امبابة وقتل 6 أقباط و6 مسلمين وتم القبض علي 190 سيتم محاكمتهم أمام محكمة أمن الدولة العليا طبقاً لما أعلنه المستشار محمد عبد العزيز الجندي وزير العدل، ولا يزال شباب الاقباط يواصل الاعتصام أمام مبني الاذاعة والتليفزيون.. وقبلها اندلعت ازمة قرية صول وقامت الدنيا ولم تقعد وواصل الشباب القبطي اعتصامه أمام ماسبيرو وحتي بعد انتهاء الازمة.. وكل الأحداث الاخيرة كان وراءها إما كاميليا شحاتة أو وفاء قسطنطين أوعبير فخري وأخيراً في أسوان كريستين، والحكاية واحدة وهي أن المرأة الفلانية المسيحية قد أشهرت اسلامها، وتقوم الدنيا وتنشأ صدامات بين الجانبين، وتنتهي في الغالب بمجزرة أو أقل ما يكون بمظاهرات واحتجاجات وتعطيل حياة الناس اليومية.. الأزمة لن تنتهي طالما أن هناك حرية في التفكير والعقيدة.. والاحتقان والصدام سيتواصل طالما أن هناك متحجرين ومتزمتين في الرأي والفكر وعدم احترام الطرفين لحرية كل مواطن..

الأزمة الحقيقية هي في طريقة تفكير كل مواطن وثقافته التي نشأ وتربي عليها، والأزمة الحقيقية أيضا في طريقة علاج هذا الاحتقان، فمازالت الدولة تتعامل مع هذه المواقف بطريقة تقليدية، تكون فيها العصا هي الحل لكل الاطراف، الأمر يحتاج إلي اعادة تغيير في المنهج الفكري أولاً لكل مواطن وتغيير منهج التزمت الفكري، فمن حق كل مواطن أن يختار الفكر والعقيدة التي يراها، وتطبيق مبدأ المواطنة للجميع، وخضوع الجميع أمام القانون وسيادته في دولة مدنية تؤمن بحرية الفكر والرأي والعقيدة.. وبما أننا في حالة ثورة والجميع ينادي بالدولة المدنية الحرة التي تقوم علي سيادة القانون، فيجب تفعيل ذلك علي الفور.. وإلا ستتكرر مآسٍ كثيرة وستظهر من جديد مآسٍ عديدة أبطالها الف كاميليا وعبير ووفاء وهند وهكذا..

في الدولة المدنية الحديثة التي تحترم حقوق المواطنة، لن تجد هذه الظواهر.. ولن يتأتي ذلك إلا بضرورة تغيير

ثقافة الشعب والدولة الحاكمة أيا كانت.. في الدولة المدنية يتساوي القبطي مع السلفي مع الإخوانجي مع من لا يعتنق ديناً معيناً.. القانون هو السيد وهو البطل والكل يتساوي أمامه بدون أدني تمييز، نحن الآن في أمس الحاجة وأشدها إلي الانتقال إلي الدولة المدنية الحرة التي تؤمن بحرية التفكير والرأي والعقيدة، واحترام القانون.. لن نحتاج إلي ندوات ولقاءات واجتماعات في مشيخة الازهر والكنيسة، ولقاءات وقبلات واحضان بين القساوسة والشيوخ، ولن نحتاج إلي تبادل الاتهامات والبحث عن مدبر هذه الفتنة، وإلقاء أخطائنا علي شماعات لا يقبلها العقل أو يؤمن بها..

ستختفي شعارات النسيج الواحد والمسلم والقبطي إيد واحدة، وارفع رأسك انت قبطي أو مسلم.. سيظهر فقط الكل مواطن في هذا البلد، الكل يتمتع بحق المواطنة والفيصل أمام الجميع هو القانون ولا غير القانون، التلكؤ في إقامة الدولة المدنية، سيجلب الكثير من المشاكل ونطلق عليها الأوصاف فهذه فتنة امبابة واخري الزاوية والثالثة الكشح ورابعة المنيا وهكذا.. لكن الدولة المدنية ستقطع دابر كل هذه الأوصاف من جذورها، وسيتجه الجميع نحو بناء هذا الوطن دون تردد.. أما الذي نفعله فإنه يقضي علي الوطن ويهدمه ولا ينفع الندم بعد الهدم والخراب.