رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

»البدوي«.. و»النحاس«

 

ما أشبه الليلة بالبارحة.. ذكرني تصريح الدكتور السيد البدوي رئيس الوفد بتصريحات الزعيم خالد الذكر مصطفي النحاس زعيم الوفد،.. »البدوي« قال في زيارته للسودان الشقيق إن وحدة وادي النيل واجبة وإن انفصال مصر عن السودان كارثة بكل المقاييس والمعايير، ووجه الشكر الي الثورة التي أعادت مصر الي أحضان السودان. و»النحاس« قال: تقطع يدي ولا تقطع السودان عن مصر. ولا عجب في ذلك فالسيد البدوي الوفدي من الرأس إلي القدمين هو تلميذ نجيب لزعامات الوفد كلها ومن بينهم الزعيم النحاس. ولا غرابة في ذلك فتاريخ الوفد مع السودان الشقيق ممتد علي مدي تاريخ طويل سواء علي المستوي الرسمي حين كان الوفد يحكم أو علي المستوي الشعبي قبل ثورة يوليو وبعدها أيام سنوات الضنك العجاف التي تسبب فيها النظام السابق البائد.

والوفد منذ عاد إلي الحياة السياسية تحت راية الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين، لم تنقطع علاقته بالسودان الشقيق علي المستويين الرسمي والشعبي، وكان »سراج الدين« ومن خلفه في رئاسة الحزب يفتحون الأبواب مع الإخوة الأشقاء في السودان. وحتي صحيفة »الوفد« خصصت صفحة للإخوة السودانيين للتعبير عن آرائهم ومشاكلهم وآلامهم ومازالت تصدر بإشراف الزميل محمد عصمت.. والذي أعنيه في هذا الصدد أن علاقة حزب الوفد ليست علاقة جديدة مع السودان الشقيق، رغم كل المحاولات التي كان فيها النظام السابق، يحاول تعكيرها، ويبدو أن هذه السياسة العرجاء كانت هدفاً للنظام حتي أنه شوه كل علاقات مصر مع جيرانها العرب.. واكتفي النظام بصداقة شاذة مرفوضة شعبياً مع الكيان الصهيوني.

الزيارة الأخيرة التي قام بها »البدوي« ورفاقه من الوفد الشعبي المصري، إلي السودان شمالاً وجنوباً، هي درس في الحياة السياسية لم يتعلمه النظام السابق، ويجب أن يتعلمه النظام الحالي أو القادم.. والحفاوة التي تلقاها

الوفد المصري من الإخوة السودانيين تنم عن وحدة أصيلة لوادي النيل، وفعلاً كما يقال »مصر والسودان إيد واحدة«. وهذا ما عبر عنه النحاس في الماضي عندما قال تقطع يدي ولا تفصل السودان عن مصر. وهو ما أحياه حالياً »البدوي« ورفاقه خلال هذه الزيارة وعبر عنه قولاً وفعلاً.. وقد بادله السودانيون نفس الشعور قولاً أيضاً وفعلاً أيضاً، عندما قرر السودان الشقيق تخصيص مليون فدان لمصر لزراعتها، بل إن المستشار الخاص للرئيس السوداني أعلن بكل صراحة أن ذلك يجب تفعيله فوراً.

والزملاء الذين شاركوا ضمن الوفد المصري في زيارته للسودان حكوا لي علي العلاقة المتينة وشعور الحب المتبادل بين السودانيين والمصريين والترحاب والحفاوة البالغة التي لاقوها هناك، لدرجة أنني تحسرت لعدم مشاركتي مع هذه النخبة التي زارت السودان... الذي فعله السيد البدوي ورفاقه في السودان يستحق تحية إجلال وتقدير، لحرصه الشديد علي العلاقة المتينة بين مصر والسودان علي المستويين الشعبي والرسمي.. وليس هذا بغريب علي أي مسئول بالوفد طوال تاريخه الطويل في الحرص علي توطيد العلاقات مع السودان.. فالكارثة الحقيقية أن تنفصل مصر عن السودان أو تتوتر العلاقات فيما بينهما.. تعظيم سلام للبدوي والوفد المصري.