رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

البابا.. وشيخ الأزهر

 

البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، من الرجال القلاقل في مصر والعالم المشهود له بالتقدير والاحترام والتبجيل، ولا يوجد مصري واحد مسلم كان أو قبطياً إلا ويكن له كل المودة والمعزة،. وسمعة البابا تسبقه في أي مكان بالعالم ليس في مصر وحدها. وهو رجل ذو حنكة سياسية عالية، ودرجة من الثقافة يسبق بها عصره، وفكره مستنير وأكثر من رائع.. المسلم قبل المسيحي يشهد له بالقدرة والكفاءة في كل الأمور السياسية وخلافها..

وكذلك لا يختلف اثنان علي فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، ومشهود له بسعة الصدر والعلم الواسع والحنكة السياسية، وسمعته أيضاً تسبقه في كل البلدان، لما له وللأزهر من مكانة عالية ورفعة سامية.. والشيخ الطيب بطبيعة حالته رجل متسامح  ومتحاور ويقبل الآخر ويتحاور معه بدون أية حساسية...

باختصار لا خلاف علي البابا ولا علي شيخ الأزهر، وفي أزمة إمبابة القاتلة أو الحارقة للوطن، لا يكفي أبداً التعامل معها تحت شعار بيت العائلة، فالمسألة أكبر من عقد لقاءات وندوات تجمع القساوسة والمشايخ، للشجب والاستنكار والإدانة وما شابه ذلك.. الحدث خطير  وعواقبه وخيمة وآثاره مدمرة علي الوطن وعلي المصريين جميعاً.. ويبقي أن أتحدث بقلب مفتوح إلي قداسة البابا شنودة أين انت من كل هذه الأحداث؟! لماذا لم توجه رسالة الي شباب الأقباط لتهدئة النفوس ورأب الصدع؟! ولماذا لم تخاطب الشباب القبطي المعتصم أمام مبني الإذاعة والتليفزيون؟!. ولماذا لم تهدئ من روع هؤلاء الشباب؟!.. وهم وأنا علي قناعة تامة بأنهم سيستمعون إلي كل حرف تنطقه وسينفذون التعليمات كاملة بحذافيرها؟!.. نعم من حقهم أن يتظاهروا ويثوروا ويغضبوا فمن بينهم

ستة قتلي.. ولكن الوطن أهم ومصر هي الباقية فلماذا لا نحافظ عليها.. أتمني علي قداسة البابا أن يحسم الأمر في أسرع وقت وهو الوحيد الذي بيده جمع الشمل..

أما فضيلة الشيخ الطيب،لماذا لم يتوجه بحديثه مباشرة الي الشباب المسلم سلفياً كان أم صوفياً أم ينتسب الي أية جماعة مسلمة، ويلتقي بزعماء أو رؤساء هذه الجماعات للم الشمل، فمصر أهم من كل الجماعات الدينية، وهي الأبقي للمصريين.. وأتمني علي فضيلته الاسراع باتخاذ قرار بدء الحوار مع هذا الشباب، قبل أن يحترق الوطن أكثر مما هو فيه.. ولا أعتقد ان الشيخ الطيب سيضن علي مصر بهذه الأمنية.. الشارع المصري في انتظار خطوة أكثر إيجابية وعملية من فضيلة شيخ الأزهر..

يا قداسة البابا ويا فضيلة شيخ الأزهر النار حرقت وقضت علي »6« أقباط و»6« مسلمين، لم تفرق بين مسلم ومسيحي، والمصابون الكثيرون مسيحيين ومسلمين لا فرق بينهم.. لكن الفرق الوحيد هو إصابة الوطن بالوجع والألم.. الآن بات ضرورياً الدور المهم الذي يجب أن يلعبه قداسة البابا وشيخ الأزهر ويقيني أنهما لن يبخلا بذلك.