رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علاقة مصر وإيران


تناولت وسائل الإعلام علي استحياء شديد الاتصال الهاتفي الذي جري بين علي أكبر صالحي ونبيل العربي وزيري خارجية إيران ومصر، والذي ناقشا خلاله العلاقات الثنائية والملف الفلسطيني.. ورغم أن هذا الاتصال مهم للغاية بشأن العلاقات المصرية - الإيرانية، الا أن الإعلام مازال مشغولاً ومهموماً بقضايا الفساد التي ارتكبها النظام السابق البائد، ومازالت أخبار الفاسدين بعد الثورة هي التي تتصدر المشهد، في حين أن أكبر انجاز حققته الثورة هو عودة علاقات مصر مع الدول التي تعامل معها النظام بغباء شديد طوال السنوات الماضية، وتأتي علي رأس هذه الدول إيران، كان النظام ينفذ تعليمات أمريكا بدون تفكير ليس في صالح الوطن، وإنما لضمان استمرار »مبارك« علي سدة الحكم.. وكانت مصلحة مصر أخر ما يتم الاهتمام به أو التفكير فيه.

الوصاية الأمريكية التي كانت مفروضة علي نظام »مبارك« شوهت علاقات مصر مع كل جيرانها ومع معظم الدول وعلي رأسها إيران، وكان النظام البائد يختلق المشاكل مع الايرانيين، في حين ان التوازن في المنطقة يحتاج إلي علاقات مصرية - إيرانية قوية، وأعتقد أن الايرانيين تهمهم بالدرجة الاولي أن تكون مصر دولة قوية في المنطقة.. وحكومة الثورة لن تستخدم إيران كفزاعة للغرب أو امريكا كما كان الرئيس المخلوع يفعل ذلك مع الولايات المتحدة، عندما تغضب منه، يتودد إلي إيران، ثم سرعان ما يتراجع عن ذلك عندما ترضي عنه واشنطن!!.. لا أظن أبداً أن مصر الجديدة بعد الثورة ستسمح بمثل هذه العلاقة الشاذة والغريبة مع إيران.. ومن مصلحة مصر وإيران أن تكون العلاقة قوية وميتنة إلي أكبر قدر ممكن، فلن تنال العلاقة مع الايرانيين من عروبة مصر، ولن تنال العلاقة مع المصريين من اهتزاز ايران.. لكن مصلحة البلدين هي ضرورة صهر أية مشاكل واذابة أي جليد بينهما.

أذكر أنني التقيت أحد رجال الاعمال الايرانيين منذ عدة سنوات في معرض القاهرة وكان متخصصاً في انتاج البلاستيك، وكم

كان الرجل متشوقاً لمصر ويحمل لها كل حب وتقدير هو ومن رافقوه في المعرض، وأعرب عن استيائه الشديد للعلاقات الممزقة بين الشعبين المصري والايراني بسبب حرب اعلامية مصطنعة تقف وراءها أمريكا وكان ينفذها الرئيس السابق حسني مبارك!!.. الان تعود العلاقات الطيبة بين مصر وإيران، ويجب أن ينفتح الشعبان علي بعضهما، ولا نخاف مما كان يروجه »مبارك« وعصاه الغليظة حبيب العادلي، بأن الايرانيين يدعون بين المصريين إلي الفكر الشيعي، وهي الطريقة التي تم استخدامها لزمن طويل لتشويه صورة الايرانيين في عيون المصريين.. مصر الثورة تحتاج بالفعل الان إلي التكامل الاقتصادي مع ايران، وهي الدولة التي بهرت العالم بصناعاتها في كل المجالات، لماذا لا تستفيد مصر من دولة كإيران، وتأخذ ما تحتاجه في إطار هذه العلاقة الجديدة الوليدة..

الصناعة الايرانية قوية ومتينة وأسعارها لا تقارن أبداً بأسعار الغرب وأمريكا.. وإيران أولي في التعامل معها من اللئام الذين يضمرون كل شر للعرب، والخطوات التي بدأتها حكومة الثورة والمجلس العسكري بعودة العلاقات المصرية - الإيرانية، تبشر بالخير، ويجب أن تنشط هذه العلاقة في كل المجالات، ليس فقط فيما يتعلق بالتمثيل السياسي، وإنما في كل المجالات الاقتصادية والتجارية.. ومصر هي المستفيد الأول في هذه العلاقة.. وهي أيضاً رد كرامة ضد مبارك وأمريكا.