رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

انقذوا نقابة الصحفيين

اليوم تختار الجماعة الصحفية النقيب الجديد وعدداً من أعضاء المجلس، وهناك كم هائل من الزملاء المرشحين للعضوية، وكلهم جاب الصحف شارحين برامجهم فمنهم من يدعو إلى وحدة النقابة وعدم تفتيتها، ومنهم من يدعو إلى أن تخلع نقابة الصحفيين عباءة الحزبية جانباً لمنع الصراع السياسى الدائر في الشارع بعيداً عن نقابة الصحفيين، ومنهم من تمكن من الحصول على امتيازات للصحفيين.. الكل يعرض أحسن ما عنده لكسب الأصوات والوصول إلى النقابة بأفضل ما ينفع الصحفيون به حياتهم ونقابتهم.

أعتقد أن إجراء انتخابات الصحفيين فى هذه الدورة بالغ الأهمية فى ظل الأوضاع السياسية المتردية الدائرة حالياً بالبلاد، وفى ظل الهجمة الشرسة التى يتعرض لها الإعلام بكل وسائله من جانب جماعة الإخوان التى وصلت إلى الحكم فى غفلة من الزمن، والمعروف يقيناً أن العدو الأكبر حالياً للجماعة وأتباعها وأذنابها ومدعى الإسلام هو الصحف ووسائل الإعلام الأخرى التى تقف بالمرصاد ولكل هؤلاء وتكشف خباياهم ونواياهم وسياستهم العرجاء.. ولذلك فإن دور نقابة الصحفيين التى أشرف بالانتماء إليها بصفتى عضواً بالجمعية العمومية، بالغ الأهمية وتحتاج النقابة إلى أفكار كل الزملاء الذين وضعوا برامج للارتقاء بالنقابة سواء الذين سينجحون أو الذين لم يحالفهم شرف خدمة الصحفيين ونقابتهم.. فالهدف لدى الجميع هو الرقى بنقابتهم لتظل قلعة للحريات والدفاع عن حقوق الناس وفى إرساء مبدأ الحفاظ على حقوق المواطن.
والمعروف أن الزملاء ابتداء من النقيب وانتهاء بأعضاء المجلس سواء الذين سيتم اختيارهم اليوم من خلال الانتخابات أو الذين مازالوا باقين بالمجلس، عليهم دور وطنى بالغ الخطورة خلال المرحلة القادمة، وأول واجباتهم خلع عباءة الحزبية داخل النقابة فلا فرق هنا بين وفدى وناصرى وإخوانى، فعلى الجميع أن يعلم أن نقابة الصحفيين أمامها تحديات كبرى فى ظل الهجمة الشرسة التى يتعرض لها الصحفيون، لإثنائهم عن أداء دورهم وعن أداء رسالتهم المقدسة فى كشف الحقائق على الرأى العام وتعرية الفاسدين الذين عاثوا فى الأرض الفساد.. فرسالة الصحفيين لا تقل أهمية عن رسالة الأنبياء فى إجلاء الحقائق دون تزييف والدفاع عن حقوق المطحونين فى هذا البلد.
لن يتحقق الدور الفعال لنقابة الصحفيين فى ظل أى صراع حزبى داخل قلعة الصحافة المصرية، فهذا يؤدى إلى تشرذم وخلافات سياسية لا تنتهى، وليعلم الجميع أن النقابة ليست مقرات أحزاب أو تيارات سياسية، حتى يقوم كل عضو بفرض أفكاره ومعتقداته، بل إنها بيت كل الصحفيين دون استثناء، وعندما أدخل النقابة أشعر أننى فى بيتى ويتملكنى الفخار والعزة.. وأذكر فى هذا الصدد أننى فى أواخر السبعينيات عندما كنت أمشى بجوار سور النقابة القديم بحديقته التاريخية، كنت أدعو الله أن

أكون واحداً ممن ينتسبون إلى هذه القلعة التاريخية... أما فى خلال الفترة الأخيرة فقد كان الحزن يتملكنى والحسرة تعتصر فؤادى على ما آلت إليه حال نقابتنا الغراء بسبب الصراع الحزبى والسياسى داخل قلعة الحرية، مما تسبب فى أن نجد متطاولين على حرية الصحافة والتعبير.
وأذكر أيضاً أنه عندما توحدت إرادة الصحفيين عام 1996 عندما صدر القانون المشبوه، خلع كل الصحفيين المصريين انتماءاتهم الحزبية والسياسية، وكانوا على قلب رجل واحد وتم منع مهزلة القانون، وانتصرت وحدة الصحفيين على كل طغيان قد تعرضوا له.. نحن الآن فى أشد الحاجة إلى توحيد كلمة الصحفيين لصد العدوان الغاشم الذى تمارسه «الجماعة» وأتباعها من المتأسلمين الذين يريدون تفتيت وحدة الصحفيين وتشرذمهم حتى يسهل النيل منهم.. وقد رأينا  خلال الفترة الماضية الكثير من المهازل التى حدثت بسبب ضعف أداء النقابة وتخليها عن دورها الفعال فى خدمة الحرية والديمقراطية.. وكنت أتصور أن يكون هناك رد فعل قوى تجاه كارثة الاعتداء على مقر جريدة الوفد وإرهاب الصحفيين بها، لكن مع عظيم الأسف اكتفى المجلس بإصدار بيانات شجب وإدانة إضافة إلي عقد اجتماع بمقر الجريدة ودمتم.. وحتى هذه اللحظة لم يتم القبض على الجناة رغم معرفتهم بالاسم وتحرير محاضر ضدهم.. ونسيت النقابة هذه الكارثة ومرت الأيام.. وليست جريدة الوفد وحدها التى تعرضت لمثل هذا الإرهاب، فهناك صحفيون من صحف شتى ومن بينهم من يعمل بصحف الدولة التى أرفض أن أصنفها بذلك فهى صحف فى حقيقة الأمر مملوكة للشعب.
اليوم يجب على الجميع وهو يختار النقيب والمجلس الجديد، أن يدلى بصوته لمن لديه استعداد لوحدة النقابة قولاً وفعلاً ويسعى إلى منع تفتيت بيت الصحفيين ومن يعمل من أجل نقابة قوية ترد كيد الكائدين.
[email protected]