رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مظلوم في عهد الثورة!

 

الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء مطالب بإصدار قرار فوري بالإفراج عن المواطن المصري فريد حشيش موظف الطب الشرعي الذي تم القبض عليه أمس الأول، لمجرد أنه أبلغ الإعلام بمستند كشف الفساد في مصلحة الطب الشرعي، عار علي الثورة أن يلقي القبض علي هذا المواطن الذي رأي فساداً وأراد أن يقومه بإبلاغ وسائل الإعلام... القبض علي هذا المواطن يعني أننا مازلنا نعيش عهد ما قبل الثورة.. فما الفرق إذن بين ما حدث لهذا المواطن في عهد الثورة، وبين ما حدث لمواطن قبل الثورة عندما ألقي النظام الفاسد القبض عليه بزعم أنه كتب رأيه علي أحد جدران المنازل... لا فرق بين المواطنين، الأول انتقد فساداً وأعلنه عن طريق وسائل  الإعلام.. والثاني انتقد فساداً بالكتابة علي الحوائط... يا دكتور شرف.. يا ابن الثورة.. يا من حملك الثوار علي أعناقهم واختاروك ممثلاً لهم.. يا من علقت عليك الجماهير أحلاماً كثيرة... هل يصح أن يلقي القبض علي مواطن بمصلحة الطب الشرعي رأي فساداً وأراد أن يكشفه من أجل الإصلاح؟!..

يارئيس الوزراء.. يا ابن الثورة، ألا تعلم أن كبير الأطباء الشرعيين في البلاد أعلن بالفم المليان أنه سيضع هذا المواطن في السجن قبل أربع وعشرين ساعة من القبض عليه؟!!.. الذي حدث لهذا المواطن إهانة بكل المعايير والمقاييس، وعدم اكتراث بالثورة، وكأننا مازلنا نعيش عهد النظام البائد، الذي كان يفعل ما يحلو له دون اهتمام بشيء.. الذي حدث هو ضرب للقانون في مقتل وخروج علي الشرعية وحقوق الإنسان... رئيس مصلحة الطب الشرعي هدد فريد حشيش، ونفذ تهديده بالبهتان والظلم وتم القبض عليه لمجرد كشفه الفساد.... والدكتور شرف مسئول مسئولية كاملة عن هذه الجريمة التي تمت في حق هذا المواطن المصري الذي كشف بلاوي الطب الشرعي.

الآن بهذا المنطق العجيب والغريب، لا أستبعد أن يلقي القبض علي وعلي

أمثالي الصحفيين الذين يكشفون الفساد في هذا البلد، وبهذا المنطق المعوج لا أستبعد الزج بكل أصحاب الرأي والفكر والعاملين بوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في المعتقلات والسجون... واقعة القبض علي هذا المواطن، تدعو إلي الشك والريبة، في أننا مازلنا نحيا في العصر الظالم الذي كان يلاحق كل أصحاب العقول...أم أن هذه الواقعة بمثابة  ردة عن حق الإنسان في التعبير عن رأيه وفكره وكشف الفساد... الذي يستحق أن يلقي به في السجن، هم كل الفاسدين في هذا البلد،وخاصة في مصلحة الطب الشرعي التي فاق فسادها كل فساد... لقد أصابني الغثيان وأنا أستمع الي حديث كبير الأطباء الشرعيين الذي لا يعترف بشهادة امرأة كانت تقف في نافذة منزلها يوم »28 يناير« وتلقت رصاصة في صدرها.. الكبير لا يعترف بأن هذه المرأة شهيدة!!. فعلاً حديث يدعو الي الحسرة وخيبة الأمل في كبير الأطباء الشرعيين..

ولا يمكن أن أتغافل توجيه ندائي الي المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم، وأناشده الضرب بيد من حديد علي الفساد في مصلحة الطب الشرعي، وضرورة الإفراج عن المواطن فريد حشيش الذي تم القبض عليه ظلماً وبهتاناً، ولدي قناعة أن المشير لن يتراخي، أو يتهاون في هذا الرجاء.