رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التفكير في مصر

هل فعلاً نحن المصريين نفكر في مصر؟!.. هل فعلاً نحن الآن نفكر في بناء مصر؟! هل فعلاً نحن نفكر في مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وأحفادنا من بعدنا؟!.. لن أكون متشائماً وأقول إننا لا نفكر في ذلك.. لكن الواقع يقول غير ذلك، فالثورة العظيمة التي نعيش نشوتها الآن، ومحاكمة مبارك وأعوانه من سدنة النظام الفاسد، أراحت قلوبنا والفرحة تملأ قلوبنا الآن.. وعملية اسقاط النظام الفاسد كانت حلماً صعباً لكن بإرادة الجماهير العظيمة تحقق هذا الحلم.. والآن وبعد مرور عقود طويلة لم يفكر النظام السابق في بناء مصر، وكل الحكومات التي تولت شئون البلاد في ظل الرئيس المخلوع لم تفكر في بناء هذا الوطن الجريح.. وقد أنعم الله علينا بتحرير إرادتنا، وانتزعنا حريتنا من عرين الأسد الظالم الذي يقبع حالياً خلف القضبان..

فماذا إذن يمنعنا من إعادة بناء الوطن المهلهل الذي أنهكه الظلم والطغيان؟! وما الذي يمنع الامة العظيمة الآن من بدء مرحلة الانتاج واعمار البلاد؟!.. وما الذي يمنع الجماهير الان من اتخاذ خطوات في تأمين مستقبل ابنائنا واحفادنا؟!.. أنا لا اجد أي مانع من بدء هذا التحرك، لكن يبدو أن مظاهر الفرحة والابتهاج بالثورة مازالت تسيطر علي الجميع، والانشغال بشلة النظام الفاسد ومحاكمته وحياته خلف القبضان تشغلنا أكثر.. والحكايات والروايات عن الفساد وأعوانه باتت حديث الجميع في الشارع وعلي صفحات الصحف والمجلات والفضائيات.. وشغلنا أنفسنا أكثر مما يجب فيما مضي، وبدأنا حالة استرخاء غير محمود، نحن الآن في غني عنها تماماً.

الآن نحن في حاجة شديدة إلي التفكير في اعادة بناء

الوطن، وترتيب البيت الذي »تهلهل« طوال عقود طويلة من الزمن.. الان نحن في اشد الحاجة إلي ثورة أخري، ولكنها ثورة من أجل البناء والانتاج واتقان العمل.. لقد انتهينا من ازالة كابوس الظلم والفساد والفوضي، وانتهينا إلي نجاح ثورة رائعة طهرت البلاد من شلة الفاسدين الذين حكمونا بالحديد والنار.. ومن حقنا الان أن نحلم بمصر جديدة.. مصر القوية الديمقراطية الحرة، ولن يتأتي ذلك إلا بالعمل والانتاج، وكفي ما فعله النظام السابق من اهانة لمصر والمصريين.. وكفي ما فعله النظام من انتهاك لحرمة الوطن والمواطنين..

وجاء الوقت الان وليس باكراً، أن نخوض معركة البناء وإعادة تأهيل البلاد من جديد، الكل مطالب المسئول والمواطن.. الحاكم والمحكوم، والحكومة والأمة بالعمل الجاد والاجتهاد المخلص من أجل مصر، والكل الآن مطالب بالتفكير في مصر التي تحملت الآسية كثيراً.. التفكير في مصر ليس بالكلام والحوارات بين الناس أو بين الحكومة والشعب.. التفكير في مصر يعني اتقان الأعمال المسندة لكل مواطن في عمله علي كافة الأصعدة.. وكفي ما مر من زمن.