رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السجن وحده لا يكفي!

 

ظاهرتان ملفتتان للنظر للمحبوسين الفاسدين من شلة النظام البائد.. الظاهرة الأولي هي قيام أتباعهم بإخفاء وجوههم بـ»الملايات«، أو الجواكت، أثناء دخولهم أو خروجهم من سراي النيابة قبل وبعد استكمال التحقيقات معهم، تعمد اخفاء وجوه هؤلاء الفاسدين عن أعين الكاميرات وعدسات المصورين ليس لأنهم ـ لا قدر الله ـ أصابهم الخجل علي ما فعلته أيديهم من جرائم في حق المصريين، ولا لأنهم تابوا وأنابوا وعرفوا الحق.... فهؤلاء يخشون عيون الذين ظلموهم طوال سنوات طويلة، وليس لدي هؤلاء الشجاعة لمواجهة المواطنين،لأن ما ارتكبوه من جرائم فاق الحد والتصور.. والخزي والعار يلاحق هؤلاء في مجيئهم من السجن الي النيابة،وكذلك في عودتهم من النيابة الي السجن..

إن مثل هؤلاء فقدوا الأحاسيس والمشاعر طوال فترة توليهم المسئولية، ومن الصعب جداً أن يكونوا قد أفاقوا من جرائمهم التي طالت كل مصري علي أرض هذا الوطن... ومن منظور أمني بحت كما روي لي أحد الأصدقاء، أنه يخشي قيام هؤلاء الفاسدين في لحظة مواجهة الجماهير باستخدام »الملاية« استخداماً خاطئاً، كأن يشنق الفاسد منهم نفسه بها.. وقد وقعت مثل هذه الأمور قبل ذلك عندما فوجئ المتهم الفاسد، حوله بمواطنين تعرضوا لظلم فادح علي يديه.. واختلف مع هذا الرأي، لأن الفاسدين من اتباع النظام السابق تبلدت مشاعرهم وأحاسيسهم وضاعت منهم المروءة والشهامة طوال عقود طويلة من الزمن ومن الصعب مثلاً قيام فتحي سرور أو زكريا عزمي بالإقدام علي هذه الخطوة وكذلك صفوت الشريف الذي كذب كثيراً علي الشعب وصدق نفسه.. فهؤلاء وأمثالهم ضاعت منهم حمرة الخجل..

الظاهرة الثانية، هي ارتداء بعض المتهمين أحزمة مدببة،ومن المنظور الأمني كما يري صديقي أن هذا مخالف تماماً، ويخشي علي المسئول الفاسد أن يستخدمه ضد نفسه... ولا أعتقد أيضاً أن مسئولاً فاسداً من القابعين في سجن طرة من شلة الفاسدين في النظام السابق، يمكن أن يقدم علي ايذاء نفسه سواء بالشنق أو قطع شريان

يده!!.. فهؤلاء منبع »الجبن« نفسه والجبان لا يقوي علي فعل كهذا... فهل يصدق مثلاًأحد أن أنس الفقي الذي اشتهر بارتداء الحزام المدبب أن يستخدمه ضد نفسه؟!.. فالفقي وأمثاله من شلة الفساد أجبن من أن يتخذوا خطوة مثل الانتحار.. ولماذا ينتحرون وقد نهبوا المليارات وأودعوها خارج البلاد كما اعترف »الفقي« بأنه يملك حسابات سرية بأحد البنوك السويسرية.

الذي يخشاه صديقي، أن يقدم هؤلاء علي التخلص من حياتهم، وتضيع معهم أسرار مكان الأموال التي نهبوها.. وفي الحقيقة ان هؤلاء الفاسدين ماتوا أو عاشوا داخل السجن، لن يبوحوا بأماكن سرقاتهم المالية،ولن تعود هذه الأموال، لأن مثل هؤلاء قد أصابهم الحقد والكراهية للأمة المصرية، والا ما كانوا نهبوا كل هذا الكم الهائل من الأموال.

وتعليق الأمل علي هؤلاء في استرداد ما سلبوه أمر غير واقعي ولن يتحقق... وينطبق عليهم المثل القائل »هي الحداية بترمي كتاكيت«.... وهؤلاء فاقوا الحدايات لأنهم خططوا ونفذوا وهرَّبوا الأموال الي الخارج، بخلاف »الحداية« التي تسرق الكتاكيت وتحتار بعد ذلك في مكان مص دماء ضحاياها!!!.

السجن وحده ليس كافياً لمثل هؤلاء اللصوص الذين مصوا دماء الشعب... ويجب تنفيذ عقوبة »التجريس« في حقهم، علي كل المستويات والأصعدة.. لأن مثل هؤلاء الذين شاخوا في الفساد يصعب تهذيبهم أو اصلاحهم في السجن.