رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

انتحار الرئيس القادم!!

 

في خلال الستين عاماً الماضية انتكست مصر انتكاسات كثيرة، وصدمت برؤسائها الذين حكموها علي مدار هذه السنين الطويلة... حكم مصر خلال هذه الفترة خمسة رؤساء جمهورية تولي الرئاسة في البداية الرئيس محمد نجيب الضابط الأكبر سناً بين ضباط ثورة يوليو عام 1952، ولم يدم طويلاً وتم تحديد إقامته في بيته ومات مغضوباً عليه من ضباط يوليو.. وتولي من بعده الرئيس جمال عبدالناصر، الذي رفع راية القومية العربية، وخاض معارك في الداخل والخارج، كان أبرزها نكسة يونيو 1967، وقيل انه مات مسموماً.. وخلفه الرئيس أنور السادات الذي حرر سيناء من الصهاينة، ووقع مع إسرائيل »كامب ديفيد« التي نعاني بسببها حتي الآن.. ومات مقتولاً في حادث المنصة الشهير.. ومن بعده جاء الرئيس السابق حسني مبارك، الذي أفسد حال مصر ثلاثين سنة وانتهي به المطاف إلي قرار بالحبس الاحتياطي بتهمتي قتل المتظاهين في ثورة 25 يناير، وتضخم الثروة.

والآن وبعد الثورة المصرية الرائعة الأخيرة، ورغم عدم الإعلان عن موعد انتخابات رئاسة الجمهورية، اتفتحت حنفية مرشحين لانتخابات رئيس البلاد، ما بين رؤساء أحزاب سياسية وما بين ناشطين سياسيين ورجال أعمال ومسئولين مروراً بجماعات دينية ومفكرين ومخترع فيشة كهرباء وأساتذة جامعات وانتهاء بمواطن بسيط من صعيد مصر كل مؤهلاته أنه يعرف حواري وشوارع وأزقة البلاد، ومطرب شعبي كان يعمل »مكوجي«.. يعني هناك »هوجة« مرشحين لرئاسة الجمهورية... وكأن هذا المنصب بمثابة »فتة« لحمة يتصارع عليها جوعي، أو لنقل بمثابة »رجبية« في مولد شعبي بأحد الكفور أو القري أو حارة من حواري أية مدينة!!!..

هل هذه هي الديمقراطية التي ينشدها المصريون؟! وهل منصب رئيس الجهورية بات مباحاً أو مستباحاً لهذا الحد؟!!... وهل الحرية والديمقراطية تعني أن ننتهك مكانة هذا المنصب الرفيع؟!... برلمان المصطبة الذي يحرره أستاذنا عثمان أبوزيد يرفض تماماً أن تُنتهك حرمة هذا المنصب الجليل، فالعضو »معيط« أو حتي زعيط لا يمكن أن يحلما بالترشح للرئاسة لأنهما يعرفان حجمه وقدره... وحتي العضو »نطاط الحيط« الذي يعلن زعامته دائماً لا يقوي علي الإعلان علي ترشيح نفسه..

لكن يبقي ما هو  سر التهافت الشديد علي إعلان كثيرين جداً الترشح لمنصب الرئيس؟!... رغم أن كل الذين حكموا مصر خلال الستين عاماً الأخيرة، كانت نهايتهم غير سعيدة بالمرة... لم يرحمهم الشعب ولم يسكت علي حق من حقوقه.. لم يتهاون المصريون أو يتخاذلوا في نيل مطالبهم كاملة... الثورة نفسها كانت احتجاجاً علي الفساد الذي طال البلاد في كل القطاعات، وثأر الشعب المصري لنفسه، وأسقط النظام كاملاً وأحاله الي المحاكمة...

فماذا تعني إذن حنفية المرشحين للرئاسة في هذا التوقيت؟!.. هل فكر هذا الكم الهائل من المرشحين فيما يقدم لشعب لا يرحم من يخطئ في حقه، ولا يسكت علي مطلب من مطالبه؟!!... أم أنها الفرحة بالثورة... والنشوة أخذت هؤلاء إلي التعبير عن حريتهم واثبات وجود الديمقراطية، فأعلنوا ترشحهم؟!!... ولا أشكك أبداً في نوايا هؤلاء المرشحين... ولكن الأمانة تقتضي مني أن أحذرهم من العواقب الوخيمة لمن يتراخي في حق المصريين... فالشعب المصري ليس طيباً لدرجة السذاجة أو أنه ينسي كما يشاع... لكنه »جمل« يخزن لصاحبه الذي يؤذيه، أو يتهاون في حقوقه.... فهل سيتقدم كل هؤلاء للترشح، عندما يحدد موعد انتخابات الرئاسة؟! وأن الرئيس القادم الذي سيحمل رقم ستة قد اختار وصف المنتحر، علي اعتبار أن هذا الوصف هو الباقي ممن حكمونا الذين نالوا أوصاف تحديد الإقامة، أو المسموم أو المقتول أو المحبوس!!!.