رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

»مقلب« بلطجية!!

 

الأحداث المؤسفة التي وقعت في ميدان التحرير خلال مليونية التطهير والمحاكمة، كشفت بما لا يدع أدني مجال للشك أن الحزب الوطني يصر علي قيادة ثورة مضادة وضرب ثورة 25 يناير في مقتل. الذي فعله فلول الحزب الوطني بقيادة إبراهيم كامل، يحتاج إلي وقفة متأنية وإجراءات حاسمة فاعلة تمنع تكرار ما يفعله البلطجية منذ اندلاع الثورة. وعملية القبض علي إبراهيم كامل وأعوانه الذين ارتكبوا جرماً في حق الثورة، جاءت متأخرة. فهو الذي أعلن صراحة ليلة موقعة »الجمال« التي استشهد فيها عدد كبير من الثوار، أنه سيقود مظاهرة مضادة للثورة من ميدان مصطفي محمود بالمهندسين، ووجه سيلاً من السباب والشتائم للثوار في ميدان التحرير، وقد أذاعت قناة العربية تصريحاته وسبابه علي الهواء مباشرة.. والتسجيلات من المؤكد أن قناة العربية تحتفظ بها، لو تم الرجوع إليها.

 

ورغم ذلك لم يتم اتخاذ أي إجراء ضده طوال هذه الفترة، حتي تجرأ مرة أخري وفعل ما فعله يوم الجمعة وفجر »السبت« في ميدان التحرير.. فما هذا الجبروت الذي يدفع رجلاً إلي أن يقود بلطجية ينتشرون في زي عسكري بين المتظاهرين. المشهد يؤكد أنه يريد الوقيعة بين الشعب والجيش، وتأليب القوات المسلحة علي المتظاهرين الذين يطالبون بمطلب مشروع جدًا وهو إحالة الرئيس المخلوع إلي المحاكمة للقصاص منه علي ما فعله في حق المصريين طوال ثلاثة عقود كاملة.. المشهد المأساوي الأخير في ميدان التحرير يؤكد أيضا أن هناك تربيطات قوية بين فلول الحزب الوطني، خاصة بين إبراهيم كامل ومحمد رجب وصفوت الشريف وفتحي سرور وزكريا عزمي الذي انضم مؤخرا إلي شلة الفاسدين بسجن مزرعة طرة. المشهد المأساوي الذي ارتكبه إبراهيم كامل يكشف عن وجود اصرار شديد لدي الحزب الوطني علي عدم تقديم »مبارك« للمحاكمة.. هناك مؤامرة محكمة ضد الثورة يقوم بتنفيذها الحزب الوطني وأبطالها الأسماء التي أوردتها سابقاً..

يبقي إذن لماذا »بواقي« الحزب الوطني يصرون علي ضرب

الثورة، والحيلولة دون تقديم مبارك للمحاكمة؟! الأدلة والقرائن تؤكد أن جميع من ألقي القبض عليهم وتم حبسهم رهن التحقيق، قد أدلوا بتصريحات وأقوال أمام النيابة أثناء التحقيق تدين بشدة الرئيس المخلوع، ويأتي علي رأس هؤلاء حبيب العادلي وأحمد عز وزكريا عزمي وزهير جرانة ورشيد محمد رشيد، كما تكشف هذه القرائن إدانة جمال مبارك.. هذا الوريث الماضي الذي لا يهدأ مع بواقي الحزب الوطني، لتدبير المؤامرات ضد الثورة، وآخرها محاولة الوقيعة بين الشعب والجيش الذي كشف كل هذه الألاعيب وأمر بضبط واحضار إبراهيم كامل ومدير مكتبه وبعض أعوانه والبلطجية الذين ارتدوا زياً عسكرياً بين المتظاهرين.

الموقف الآن يستدعي ضرورة ضبط واحضار كل من يتآمر علي الثورة وتقديمه إلي المحاكمة العاجلة.. والأمر لا يحتاج إلي تأجيل أكثر من ذلك، فترك فلول الوطني يعبثون ويحيكون المؤامرات أمر مرفوض جملة وتفصيلا، ويحتاج إلي ردع عنيف.. فمقدرات الوطن والمواطن ليست لعبة في يد هؤلاء الذين لا يعرفون سوي مصالحهم، والخوف من توقيع العقاب.

والشعب المصري الذي واجه المرارة في ظل النظام السابق لا يمكن أن »تجرجره« قلة للوقيعة مع الجيش.. وإصرار الشعب علي محاكمة »مبارك« لا يمكن لأحد أن يزحزحه عن هذا المطلب العادل.. المحاكمة باتت ضرورة.. والشعب والجيش إيد واحدة فعلاً.