عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطيب.. وأزمة السلفيين

 

في الأزمة السلفية ـ الصوفية، دعا فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، جموع الأزهريين للتصدي للسلفيين في المساجد وحتي علي المقاهي.. تصريح فضيلة الإمام لا يقصد به علي الإطلاق إعلان حرب علي الجماعة السلفية، أو الدخول في معارك مع هذه الجماعة، وإنما يعني التصدي لكل رأي يخالف روح الإسلام وسماحته، ومقارعة الحجة بالحجة والرأي بالرأي، حتي تنجلي الحقيقة واضحة أمام المجتمع.. فضيلة شيخ الأزهر وهو رجل أزهري وسطي يتمتع بروح صوفية عالية، لا يقصد علي الإطلاق شن حرب علي السلفيين من باب الهجوم علي هذه الجماعة وحسب، وإنما يريد إظهار الحقائق وتوضيحها، والدخول في مباراة فكرية وعقلية، وتقريب وجهات النظر.. وهذه القناعة تملؤني لأن شيخ الأزهر أعهد فيه عقلاً واعياً، يسعي إلي رأب الصدع بين صفوف المسلمين أياً كانت مذاهبهم الفكرية والعقلية والعقائدية.

والدكتور الطيب الأزهري الصوفي، يتمتع بعقلية وسطية، لا يسعي مثلاً إلي مواجهة العنف بالعنف، ولا الأذي بالأذي، وإنما يدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.. فالأزهر صاحب المكانة العالية والمنزلة الرفيعة لايمكن أبداً أن يكون تصديه إلا رحمة بين الناس وإزالة كل لبس أو غموض. فمبدأ العنف مرفوض تماماً لدي شيخ الأزهر، وعملية التصدي التي يعنيها هي توضيح الحقائق وإزالة كل ملتبس من القول أو الفكر سواء عند الجماعة السلفية أو غيرها.. ومن حق شيخ الأزهر بل وواجبه، أن يكون داعياً إلي تقريب وجهات النظر بين جميع الطوائف والجماعات الإسلامية.. وكفي ابتعاده كثيراً عن الساحة وغيابه الطويل، مما تسبب في ظهور ملل ونحل متعددة، تزعم كل واحدة أنها علي حق، ويتشيع لها كل علي هواه!!

تدخل الأزهر في الصراع بين السلفية والصوفية، لا يعني أبداً أنه يقف إلي جوار جماعة ضد الأخري، ولا أنه يميل إلي فكر تلك دون الأخري.. إنما تدخل بالدرجة الأولي للمصلحة العامة، والذود بل والقتال من أجل سماحة الإسلام، ومحاولة التقريب بين الجماعات المختلفة.. وهودور غاب عنه الأزهر الشريف فترة طويلة خلال عقود القهر والاستبداد..

وعندما ناشدت الأزهر والأوقاف في مقال أمس الأول بالتدخل، كان الهدف الرئيسي هو استخدام حقه المشروع وريادته الإسلامية لوقف التناحر بين جماعات المسلمين المختلفة... دور الأزهر الآن يشبه تماماً واقعة اختلاف المسلمين عندما توفي محمد بن عبدالله »صلي الله عليه وسلم«، فمنهم من رفض فكرة موت الرسول وعلي رأسهم عمر بن الخطاب، ومنهم من كان علي بينة واقتنع بموت محمد »صلي الله عليه وسلم« بقيادة أبي بكر الذي قال من كان يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.. وذكّر القوم بالآية الكريمة.. »وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم«..

الاختلاف في الأفكار بين الجماعات الإسلامية المختلفة لا يستطيع المجتمع حالياً استيعابها أو تقبلها.. ومن غير اللائق أن تصدم جماعة مسلمة باقي المسلمين في مشاعرهم، ومن غير اللائق أيضاً أن تهدد جماعة مسلمة أخري، بالوعيد والتنكيل وهكذا.. ومن هنا كان لابد لإمام فاضل معتدل مثل شيخ الأزهر أن يتدخل للتقريب وإزالة كل ما من شأنه توسيع الهوة بين جماعة وأخري أو جماعة وباقي المسلمين.. وعملية الأضرحة التي أثارت الفتنة فيها آراء كثيرة.. لكن الأهم هو ضرورة عدم تحويلها إلي أزمة.. ولذلك كان تدخل شيخ الأزهر مهماً وهو يتمتع بثقة كل الجماعات المختلفة.