رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خطة إسقاط المؤسسة الدينية!

التطاول على الرموز لأى بلد، يعنى  إسقاط هذا البلد فى هوة سحيقة لا تحمد عقباها، فالذين يتطاولون على هامات وطنية فى أي مجال من المجالات، يهدمون حضارة الأمة ويجعلون منها ألعوبة فى أعين أعداء الوطن، والتطاول على مؤسسات الدولة أشد وأنكى،

ويوصل في نهاية المطاف إلى إسقاط الدولة وضياع هيبتها، ويجعل من شريعة الغاب هى السيد المتحكم فى كل شىء.. ومن الظواهر السلبية البشعة التى ظهرت بعد ثورة يناير العظيمة، زيادة حدة التطاول على مؤسسات كبرى فى الدولة، وعلى رموز وطنية لها تاريخها المشرف وعطاؤها المثمر من أجل رفعة هذا البلد... وقد يرد قائل ولماذا لا نطلق على ذلك حرية تعبير لم تشهدها البلاد من ذى قبل؟!.. إن حرية التعبير لا تعنى أبداً أن يكون المواطن شتاماً أو لعاناً أو همازاً وانما  تعنى التعبير عن وجهة نظره دون العيب والتطاول على الرموز الوطنية.
الذين تطاولوا على فضيلتى الدكتورين أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وعلى جمعة مفتى الجمهورية، أرى أنهم ارتكبوا حماقات فى حق رمزين كبيرين من رموز الوطن فمكانتهما العلمية والإسلامية والوطنية لا تليق أبداً أن ينال منهما أحد.. من حق هؤلاء الشتامين أن يتظاهروا ويطالبوا بما يشاءون من مطالب وليس من حقهم النيل من هامتين مصريتين لهما دورها الأدبى الرفيع داخل المجتمع... ومحاولة إسقاط مؤسسة الأزهر الشريف الذى يتمتع بوسطية رائعة فى الإسلام ويمثل موقفاً صلباً فى وجه أى تطرف دينى، لا يكون جزاؤهما محاولات النيل من هذه المؤسسة وأعلامها العظام الذين لا يمكن لأى عاقل أن ينسى أو يتناسى أو يتغافل دورهما العظيم خاصة بعد قيام ثورة يناير..
الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية بمثابة مرمى أمام الذين انتزعوا حق الفتوى فى مصر بدون وجه حق،ولأن صوت هؤلاء المغتصبين للفتوى فى مصر عالٍ، ويصدعون رؤوسنا به عبر الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى التى تنشر لهم، فقد أصابهم الغرور وتحولوا الى متطاولين وشتامين للرموز الوطنية الإسلامية بل إن هؤلاء ما أسهل عندهم ان ينعتوا المختلفين معهم فى الرأى بالكفر والإلحاد ولا استبعد مثلاً بعد كتابة هذه السطور أن ينالنى منهم ما نال كل مسلم وسطى، واستغرب من هؤلاء الذين يتحدثون بالقرآن وأحاديث الرسول «صلى الله عليه وسلم» وهم لا ينطقون إلا بالسباب والتطاول والطعن ويخوضو فىأعراض الناس خاصة الرموز الإسلامية المعتدلة، هذا التناقض الغريب والشاذ فى أفكار هؤلاء بات معلوماً ومفهوماً لدى كافة المصريين.. بل وصل الأمر بهؤلاء أن تجنوا فى الافتراء على علماء الأزهر الشريف المشاركين فى اللجنة التأسيسية لوضع الدستور بأنهم ضد الشريعة الإسلامية.. هؤلاء الحفنة من البشر خلطوا  الزيت بالماء، فى حين أن ذلك مستحيل، فعلماء الأزهر الشريف هم أحرص الناس على تطبيق شرع الله، وهم أكثر فقهاً وعلماً عن غيرهم.. فليس كل من قرأ  كتاباً يكون عالماً فى أصول الدين والفقه والبلاغة، وعلماء الأزهر الشريف الذين تبحروا فى

علوم الدين من قرآن وتفسير وفقه وبلاغة وعلوم اللغة، يعرفون أصول الفتوى وتطبيق الشرع، وغير مقبول أو لائق أن تصفهم بما لا يليق أو توجه لهم طعناً، ولعنا كما فعل قلة لا يراعون الله فى أفعالهم.
ولن أتردد في القول:إن الخطة الصهيونية التى تم تدبيرها بليل بين إسرائيل  والولايات المتحدة، تنطوى على تشجيع هؤلاء الذين انتزعوا لأنفسهم حق الفتوى عن جهل، على القيام بالتطاول على علماء ورموز الأمة الإسلامية لتهميشهم وإسقاط مؤسسات الدولة الدينية، بل ان الخطة الصهيونية ستقوم بمساعدة هؤلاء المغتصبين لحق الفتوى بتنفيذ كل ما تريد،بطريقين لا ثالث لها الأول هو التطاول والنيل من الرموز الدينية المصرية الوطنية، والثانى محاولة اسقاط المؤسسات الدينية المصرية بعد تشجيع القلة التي اغتصبت حق أداء الفتوى لنفسها دون علم كاف أو التبحر فى علوم الدين.
المسألة أكبر بكثير من عملية التطاول على فضيلتى شيخ الأزهر والمفتى اللذين لهما باع كبير فى الوطنية فهناك مع عظيم الأسف بعض الدول العربية التى تساند الصهيونية، تشارك فى مهزلة التطاول على الرموز الإسلامية المصرية ومحاولة إسقاط المؤسسات الدينية.. وسواء هذه الدول العربية تقوم بهذا العمل غير الأخلاقى عن قصد أو بدون عمد، فإنما هى تشارك فى مخطط كبير لمحاولة جر مصر الى مزيد من المشكلات واستمرار حالة التردى التى ندعو الله ان يحفظ البلاد منها..واستكمالاً للخطة الصهيونية لا نستغرب فيما بعد التطاول على الرموز الدينية أن تطالب هذه الفئة التى تفتى بدون علم أن تجأر بالشكوى لأعداء الأمة العربية، تطلب منها التدخل لتشجيعها على ما تفعله، وبذلك تقدم السبيل للعب فى شئون مصر..
مصر تواجه حالياً أعداء فى الخارج والداخل، وأهل الداخل من الأعداء هم أشد وطأة وأكثر نفيراً.. فاللهم احفظ البلاد من شرور الطرفين، وثبت علماءنا الأجلاء على مافيه كل خير ونفع للبلاد، ومهما طالتهم هتافات التطاول والشتائم، فلن تزدهم إلا تمسكاً بالحق الذى هو أحق أن يتبع.

[email protected]