قسم شرطة الدقي
الذي شاهدته مساء »الأربعاء« الماضي في قسم شرطة الدقي، يسعد القلب ويشرح الصدر، رأيت ضباطاً وأعوانهم من أمناء ومساعدي الشرطة داخل »نوبتجية« القسم، يتعاملون مع جمهور الناس، بطريقة لم أعهدها أو يعهدها الشعب المصري من قبل.. فالذي رأيته نماذج رائعة.. التعامل بحسن القول واحترام رائع للمواطن بشكل يدعو الي السرور والفرح.. لقد دفعني القدر الي أن أتوجه الي قسم شرطة الدقي، عندما عثرت زوجتي السيدة إيمان المحمدي علي »طفلة« تائهة في شارع سليمان أباظة بالمهندسين.. وتعلقت الطفلة بزوجتي وبناتي، وكان حتماً علي أن أتوجه بهذه الطفلة الي قسم شرطة الدقي، لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة في مثل هذه الأمور، ولا أخفي ما كان ينتابني من شعور الضيق وأنا في طريقي الي القسم، حزناً علي الطفلة، وما قد يحدث من تأخيري في القسم بسبب الاجراءات الطويلة المعتادة في مثل هذا الشأن..
لكن سرعان ما تبدد هذا الشعور المؤلم عندما شاهدت ضباطاً رفعوا فعلاً شعار »الشرطة في خدمة الشعب«. فقد شاهدت ضباطاً يحسنون معاملة المتهمين، والحاضرين لتحرير بلاغات.. وهتفت في داخلي تحيا الثورة التي أعادت الكرامة للمواطن المصري بعد طول غياب.. الثورة أعادت للمصري أن يرفع رأسه في عزة..
وفي دقائق تم تحرير محضر بواقعة »توهان« الطفلة »جهاد« وتم الاتصال بشرطة نجدة الطفل، وتم اتخاذ الاجراءات القانونية، وخرجت من ديوان القسم والفرحة تملأني للعلاقة الجديدة بين المواطن والشرطة، تلك العلاقة التي اهتزت خلال الفراغ الأمني الخطير الذي شهدته البلاد خلال الثورة... وكنت أتوقع أن تطول
وهذا يقودنا الي ضرورة أن تسود هذه الروح الجديدة الرائعة بين المواطن والشرطة علي كل المستويات.. وفي جميع أنحاء البلاد قري ومدن، وفي كل الإدارات التابعة للشرطة التي يتعامل معها المواطنون.
لو تحقق ذلك سنجد مجتمعاً آخر يتمتع بالرقي والتقدم..وهذا ما كانت تسعي إليه الثورة، وقد حلت بشائر حسن المعاملة كما رأيت في قسم الدقي.