رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قسم شرطة الدقي

 

الذي شاهدته مساء »الأربعاء« الماضي في قسم شرطة الدقي، يسعد القلب ويشرح الصدر، رأيت ضباطاً وأعوانهم من أمناء ومساعدي الشرطة داخل »نوبتجية« القسم، يتعاملون مع جمهور الناس، بطريقة لم أعهدها أو يعهدها الشعب المصري من قبل.. فالذي رأيته نماذج رائعة.. التعامل بحسن القول واحترام رائع للمواطن بشكل يدعو الي السرور والفرح.. لقد دفعني القدر الي أن أتوجه الي قسم شرطة الدقي، عندما عثرت زوجتي السيدة إيمان المحمدي علي »طفلة« تائهة في شارع سليمان أباظة بالمهندسين.. وتعلقت الطفلة بزوجتي وبناتي، وكان حتماً علي أن أتوجه بهذه الطفلة الي قسم شرطة الدقي، لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة في مثل هذه الأمور، ولا أخفي ما كان ينتابني من شعور الضيق وأنا في طريقي الي القسم، حزناً علي الطفلة، وما قد يحدث من تأخيري في القسم بسبب الاجراءات الطويلة المعتادة في مثل هذا الشأن..

لكن سرعان ما تبدد هذا الشعور المؤلم عندما شاهدت ضباطاً رفعوا فعلاً شعار »الشرطة في خدمة الشعب«. فقد شاهدت ضباطاً يحسنون معاملة المتهمين، والحاضرين  لتحرير بلاغات.. وهتفت في داخلي تحيا الثورة التي أعادت الكرامة للمواطن المصري بعد طول غياب.. الثورة أعادت للمصري أن يرفع رأسه في عزة..

وفي دقائق تم تحرير محضر بواقعة »توهان« الطفلة »جهاد« وتم الاتصال بشرطة نجدة الطفل، وتم اتخاذ الاجراءات القانونية، وخرجت من ديوان القسم والفرحة تملأني للعلاقة الجديدة بين المواطن والشرطة، تلك العلاقة التي اهتزت خلال الفراغ الأمني الخطير الذي شهدته البلاد خلال الثورة... وكنت أتوقع أن تطول

هذه الفترة طويلاً بسبب عدم الثقة التي ملأت قلوب وعقول المصريين مؤخراً..وتسببت في آثار خطيرة علي أمن وسلامة المجتمع.. ويبدو أن جهاز الشرطة بدأ يتحرر فعلاً من سياسة التسلط والاستعلاء التي كان يمارسها في عهد الوزير المحبوس حبيب العادلي.... ولذلك أنه بمجرد تخلي الشرطة عن سياسة التسلط، لابد أن تعود العلاقة الطبيعية بين الناس وأفراد الأمن بكل مستوياتهم، ضباطاً وأفراداً، وهذا ما تأكدت منه من خلال التجربة التي عشتها مساء »الأربعاء« الماضي داخل قسم شرطة الدقي.. ولم يكن هذا تمثيلية قام بها الضباط أمامي، فكل الأمور تمت دون أن يشعر أحد في البداية أنني صحفي.

وهذا يقودنا الي ضرورة أن تسود هذه الروح الجديدة الرائعة بين المواطن والشرطة علي كل المستويات.. وفي جميع أنحاء البلاد قري ومدن، وفي كل الإدارات التابعة للشرطة التي يتعامل معها المواطنون.

لو تحقق ذلك سنجد مجتمعاً آخر يتمتع بالرقي والتقدم..وهذا ما كانت تسعي إليه الثورة، وقد حلت بشائر حسن المعاملة كما رأيت في قسم الدقي.