رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحيا الشعوب.. ويسقط الحكام

الأنظمة العربية التي انهارت ولا تزال الأخري الباقية في سبيلها إلي السقوط أو الانهيار هي من صنيعة الغرب وأمريكا، وهم - أعني الأنظمة العربية - سواء كانت جمهورية أو ملكية أو إمارات، جاءت كلها بمباركة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بعد اتفاقة «سايكس بيكو»

الأولي التي قضت تماما علي وحدة الأمة العربية والإسلامية وقضت علي نظام الخلافة وسقوط الدولة العثمانية.. وكل الأنظمة الحالية لا تفكر أبداً في حرية ولا ديمقراطية ولا احترام لحقوق الإنسان، إنما تعامل شعوبها معاملة القطيع من الماشية والبقر والأغنام.. الأنظمة العربية الحاكمة لا تعرف عدالة في توزيع الدخل ولا تصون كرامة لشعوبها المطحونة التي تعامل مثل الأرقاء والعبيد!!، ولا ينجو من هذا الظلم والطغيان شعب يحكم بالنظام الجمهوري لا بالنظام الملكي.. فكل الشعوب العربية في نظر حكامها ليسوا فيمن حضروا ولا فيمن غابوا!!.
وهذه الحقائق المرة هي التي دفعت شعوباً مثل مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا إلي الثورة علي الظلم والطغيان والفساد الذي استشري بشكل بشع، وتصورت هذه الشعوب الثائرة أن أملها في الحياة الكريمة سوف يتحقق وكرامتها الضائعة ستعود لها، لكن يبدو أن ذلك لا يزال حلماً بعيد المنازل وأن الأمور تحتاج إلي المزيد من الوقت والثورات حتي يتحقق الحلم الإنساني في توفير الحياة الكريمة لأمثالنا من البشر الذين يعانون قهراً لم يحدث علي مر تاريخ الإنسانية.
واعتقد أن ما حدث في البلاد العربية الثائرة التي تمكنت من استبدال حكامها بأخرين غير كاف لتحقيق حلم الحياة الكريمة المفقودة، وأظن أيضاً أن باقي البلاد العربية التي لم تحدث بها ثورات تقاوم أنظمتها بشدة وترعَي أكثر من كانت في أحضان أوروبا وأمريكا حتي لا ينالها ما نال الحكام المخلوعين سواء الهاربين منهم أو المسجونين أو المحدود إقامتهم أو من لا يزال يقاوم السقوط كما هو واقع في سوريا، ولا يهم أحدا من الغرب ولا من الحكام هذا الكم الهائل من البشر الذي يسقط يومياً ما بين قتيل أو مصاب!!.
الشعوب الثائرة في البلاد التي خلعت حكامها، فقدوا الأمل تماماً في توفير الحياة الهانئة الكريمة وتحقيق حلمهم الأبدي في صون كرامتهم، وباتت أيام هذه الشعوب التي ثارت ضد الطغيان والظلم، ضرورة مقاومة شبح الجوع الذي فرض عليها والحصار الذي أقامته الدول العربية الشقيقة التي يقاوم حكامها أي مد ثوري فيها خوفاً من اقتلاعهم من علي عروشهم، إضافة إلي المزيد من التنازل عن الكرامة العربية لإرضاء من وضعوهم على عروشهم منذ زمن طويل.. ومازال هؤلاء الحكام يصرون على خداع شعوبهم بأن لديهم ديمقراطية وأن المواطن له حقوق وهو يشقى فى توفير الحياة الكريمة.. ومازالت دخول

وخيرات هذه الأمة العربية موزعة بين الغرب وأمريكا والصهيونية العالمية والحكام أنفسهم الذين يتربعون على العروش ويفعلون كل شىء فى سبيل الحصول على كراسيهم!!!
لو أن إسرائيل تحترم أى حاكم عربى أو إسلامى ما جرؤت أبداً أن تقصف المصنع السودانى مؤخراً، ولو أن تل أبيب تعمل حساباًلأى زعيم عربى من هذه الزعامات الهشة المصنوعة فى الغرب وعلى أيدى أجهزة المخابرات الأمريكية ماجرؤت أن تدق طبول الحرب ضد العرب والمسلمين بهذا الشكل السخيف!!!.
ولأن إسرائيل تعرف هذه الحقائق  المرة بل أنها شاركت فى صنعها، جعلتها تخلع برقع الحياء وتفعل ما تشاء دون حساب لأحد!!... ولا تخاف إسرائيل الآن من أى أحد سوى الشعوب العربية الغيورة على بلادها، ففى الوقت الذى لا تعمل فيه الصهيونية حساباً للقادة العرب، تدرك تماماً أن مخاوفها الحقيقية من شعوب الدول العربية والإسلامية.. ولايزال الأمل معقوداً على هذه الشعوب لتثور ضد أى فساد أو طغيان،والحاكم الطاغية لا يخشى إلا زئير الشعوب عندما تنتفض لتثور لحريتها وكرامتها.
لم الشمل العربى لن يتحقق أبداً فى ظل وجود الحكام العرب الطغاة الذين أفسدوا فى الأرض ومارسوا كل صنوف الذل والاستعباد للشعوب العربية، ولم يعد هناك أمل فى هؤلاء الحكام الذين باعوا بلادهم بالثمن البخس، ويبقى دور هذه الشعوب لأن  تكون صفاً واحداً فى مواجهة الحكام الظالمين ومن يحركوهم من الغرب وأمريكا وإسرائيل.. ويخطئ من يظن أن الشعوب العربية ضاعت وسط هذا الضجيج، فالشعب العربى مهما صبر على الظلم لا محالة.
فإنه سيثأر لكرامته وحقوقه الضائعة.. والشعوب العربية مهما واجهت من ذل واستعباد فلن تطول محنتها، لأنه لكل ظالم نهاية مهما  تجبر ومارس الظلم والطغيان.
فلتحيا الشعوب العربية الثائرة والتى لم تثر.. وليسقط كل الحكام الجبابرة الذين أذاقوا شعوبهم الهوان والمذلة.
[email protected]