رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مؤامرة.. أم جنون؟

غريب جدًا أمر هذا الرجل الذي مازال يدافع عن الحزب الوطني، ويصر علي بقائه في الساحة السياسية، رغم الخراب الذي أصاب به مصر طوال العقود الماضية.. محمد رجب أمين عام الحزب المنحل شعبيا وقانونيا، مازال لديه إصرار شديد علي بقاء هذا الحزب، الذي خرج أكبر العتاة في الفساد السياسي، وخرب البلاد في كل قطاعاتها.. الرجل كان يتحدث علي قناة »On.T.V« يوم »السبت« الماضي وكأن الثورة لم تقم، وكأن مصر لم تتغير، وأن ما حدث منذ يوم 25 »يناير« الماضي وحتي الآن مجرد أوهام في نظر محمد رجب! الحزب الذي استمد وجوده من النظام السابق البائد وحكوماته التي باعت مصر بأبخس الأثمان، يدافع عنه »رجب« ويسوق مبررات واهية وغريبة وشاذة، أبرزها ما يزعمه عن وجود ملايين الأعضاء بالحزب الذين - علي حد قوله - اتصلوا به وطالبوه بالاستمرار في بقاء هذا الحزب الملعون من الناس ورب الناس.

هذا الرجل لا يخجل من نفسه هو وأمثاله الذين يسعون إلي تفريغ أعظم ثورة في التاريخ الحديث من مضمونها، عندما يقول إن حل الحزب الوطني، سيكون أشبه بحل حزب البعث العراقي، وإن كارثة العراق حاليا حسب زعمه هي فلول البعثيين الذين يقومون بأعمال خارجة علي القانون في بلاد الرافدين.. إن لغة التهديد التي يتحدث بها محمد رجب، تستوجب محاكمته فورًا واتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها.. وكأن الحزب الوطني سيقوم بعمليات تخريب لو تم حله، في حين أن الحزب قام بأبشع عمليات التخريب والفساد وهو غير منحل، وتسبب رئيسه وبطانته الفاسدة في ذبح الوطن علي مدار أعوام طويلة.

محمد رجب الذي يزعم أنه طهر الحزب من الفاسدين يصر علي تواجده في الساحة السياسية، فكيف تم هذا التطهير وأنت مازلت من القائمين والمدافعين عن هذا الحزب؟.. إن انتسابك للحزب الوطني في حد ذاته أكبر دليل علي الفساد.. ثم أنت يا سيد رجب لم تقم بهذا التطهير، فالذي أسقط

الحزب الوطني وحكومته ورئيسه هو ثورة المصريين، فالشعب المصري العريق هو من أسقط النظام بكامله.. ألم تقل إن هذا نوع من البجاحة السياسية، أن تنسب لنفسك الثورة، وتسعي لسرقتها ممن قاموا بها!!

ظهور هذا الرجل وحديثه علي الفضائيات ودفاعه عن الحزب الوطني، يعني شيئًا واحدًا وهو أن هناك مؤامرة ضد الثورة، أبعادها لم تكتمل بعد، لكن حديث رجب وجرأته في الدفاع عن الحزب الوطني، تدعو إلي ضرورة التفكير العميق، والتنبيه إلي أن الحزب الوطني برموزه الفاسدة والقديمة، لم يعد يلعب في الخفاء، وانتقل هذا اللعب إلي العلن، لدرجة أن محمد رجب كان يرد علي المداخلات من الجماهير باجابات مغلوطة تثير استفزاز مشاعر المصريين وتصيبهم بالأسي والحزن، وطبعت في قلوبهم وعقولهم خوفًا شديدًا علي ثورتهم الرائعة.

فعلاً هي مؤامرة ضد الثورة بطلها الأول هو الحزب الوطني، الذي لفظته جماهير مصر، وإلا ما كان ليظهر مثل محمد رجب ويدافع باستماتة عن حزب أفسد الحياة السياسية بالبلاد، ويكرهه المصريون كرهًا شديدًا، والاصرار علي تواجد هذا الحزب المنحل، يعني أيضًا أن ثورة المصريين باتت في خطر شديد، وأن »رجب« وأمثاله في الحزب الوطني يسرقون فرحة الثورة.. فيا شعب مصر احذر.. وما فعله محمد رجب ليس »شغل مجانين«.. وإنما شغل تدبير محكم لاجهاض الثورة.