عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ظهور مستفز!!

ظهور جمال مبارك في نادي رجال الأعمال بجاردن سيتي بصحبة الدكتورين عاطف عبيد وزكريا عزمي، له أكثر من مغزي وهدف في هذا التوقيت بالذات.. الثلاثة المتهمون بارتكاب قضايا فساد في ظل عهد النظام السابق البائد، من أين جاءوا بهذه الجرأة الشديدة التي تجعلهم يلتقون علانية في النادي علي مرأي ومسمع الجميع؟!.. فحالة الاطمئنان لدي الثلاثة »جمال« و»عبيد« و»عزمي« تدعو إلي التعجب الشديد من هذا التصرف الغريب..وقد أصاب ذلك الحاضرين في النادي بالدهشة الشديدة، وطرحوا علامات استفهام في هذا الشأن؟!... وأول تساؤل هو من يحمي هؤلاء الفاسدين، حتي يجعلهم يظهرون مجتمعين وعلانية أمام أعين الناس؟!.

إن أول مغزي لحضور جمال مبارك بصحبة »عبيد« و»عزمي« يعني أن الحزب الوطني يعيد ترتيب أوراقه من جديد، والعودة إلي سابق عهد الظلام الفاسد..!! وإلا فما معني لقاء الثلاثة في ظهور علني مستفز ليس فقط لأعضاء نادي رجال الأعمال،وإنما لجموع الشعب المصري، بل تحدٍ سافر للثورة المصرية.. إن مكان هؤلاء الثلاثة ليس في النادي، بل مكانهم الطبيعي الآن هو أمام جهات التحقيق المختلفة، في وقائع الفساد التي ارتكبوها في حق مصر، وحق شعبها العظيم.

ماهذا الجبروت الشديد الذي يتمتع به نجل الرئيس السابق؟!. وما هذا التبجح الغشيم الذي يتمتع به »عبيد« الذي باع مصر بأرخص الأثمان؟!.. وما هذا التبجح الذي يلازم »عزمي« الذي أفسد الحياة السياسية في البلاد، ودمر الحياة النيابية ورقابة مجلس الشعب علي الحكومة.. إن لقاء »الثلاثة« يعني أنهم يخرجون ألسنتهم للثورة وللشعب المصري ويسخرون من كل إنجازات ومكتسبات الثورة التي حققها أبناء مصر الأوفياء.. »جمال« الذي كان وريثاً ويحلم

بعرش مصر، و»عبيد« الذي مص دماء الشعب المصري، و»عزمي« الذي نشر الفساد السياسي، وكمم أفواه نواب البرلمان بمساعدة فتحي سرور.. اكتسبوا مؤخراً صفات جديدة أبرزها البجاحة والتحدي السافر للمصريين..

وليس صحيحاً ما قد يتصوره أي أحد بأن هذا لقاء عادي ولا يستحق تأويلاً أكثر مما يحتمل... فالحقيقة أن الأمر يعني أن هناك مصيبة يعد لها الثلاثة الذين تجمعهم مصلحة واحدة وهي الفساد الذي ساد طوال ثلاثة عقود مضت الي غير رجعة.. والثلاثة لا يمكن أن نتجاهل اجتماعهم وبشكل علني فهم مصرون علي العودة الي الوراء، إلي ما قبل الثورة.. وبصراحة شديدة أحسد قريب الرئيس الراحل السادات الذي رأي الثلاثة الفاسدين في النادي،  وتحكم في أعصابه، واكتفي فقط بعدم مصافحة »جمال« الذي يستحق الصفع..

لو أن هؤلاء الثلاثة وأمثالهم الذين ارتكبوا جرائم الفساد، قد ألقي القبض عليهم وتم التحقيق معهم، ما فعلوا جريمتهم الجديدة ضد الشعب المصري والتي تتمثل في إخراج ألسنتهم للثورة، ومكتسباتها.

ولا أكون مبالغاً  إذا قلت إن ظهور هؤلاء الثلاثة يستحق عقوبة الرمي بالأحذية، لتحديهم السافر لمشاعر الناس!!