عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إلا إسرائيل!!

الشرعية الدولية والأعمال العسكرية تتم فقط ضد الدول العربية!. ومجلس الأمن ينتفض فقط ضد العرب!!... والدول العربية المشاركة مع حلف الناتو وأمريكا في العمليات العسكرية ضد ليبيا، بمثابة خيبة أمل لكل العرب!!...

ليس معني ذلك أننا مع نظام العقيد القدافي الذي يصرع الشعب الليبي.. لكن يبقي لماذا الشرعية الدولية تطبق فقط ضد العرب؟!.. أما إسرائيل فهي مستثناة من تطبيق هذه الشرعية الدولية المزعومة.. قرار مجلس الأمن الأخير رقم  1973  بفرض حظر جوي علي ليبيا، تحول إلي عمل عسكري بقيادة فرنسا وأمريكا ضد الشعب الليبي... وكأن هذه العمليات العسكرية ستفرق في عملياتها بين المواطنين الموالين للعقيد القذافي وبين الثوار في ليبيا....

العمليات العسكرية الآن تحصد الشعب الليبي جميعه، والحجة هي وقف آلة الحرب الليبية ضد الشعب.. لا أحد علي الإطلاق يوافق علي ما يقوم به القذافي ضد شعبه الذي يرفضه ويطالبه بالرحيل لكن ليست العمليات العسكرية هي الحل لوقف تصرفات العقيد القذافي. فالشعب الليبي هو المتضرر الوحيد من العمليات العسكرية ومن أفعال القذافي.

والذي يصيب بالحزن والإحباط أن هناك دولاً عربية خليجية حليفة لواشنطن، توافق علي مهزلة العمليات العسكرية ضد ليبيا. الصواريخ الأمريكية والفرنسية والبريطانية التي تدك ليبيا حالياً لا تفرق بين أفراد الشعب الليبي، وهذا يدفعنا إلي السؤال التالي: لماذا الشرعية الدولية تستجيب علي وجه السرعة في أية أعمال ضد الأمة العربية؟.. ولماذا لاتستجيب هذه الشرعية الدولية ضد إسرائيل؟!.. مؤخراً استخدمت أمريكا حق الفيتو ضد المشروع العربي المقدم لمجلس الأمن، بإصدار قرار إدانة ضد إسرائيل لاستمرارها في بناء المستوطنات بالأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن مجلس الأمن في أسرع من البرق يتخذ قراراً بالعمليات العسكرية ضد ليبيا!!.. هذه هي أمريكا التي تزعم نشر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان!!.. وتوافقها علي الكيل بمكيالين دول عربية

خليجية.. وكأن قادة هذه الدول لا ينتمون إلي الأمة!!!

وأشد ما يخجل أن روسيا هي الدولة التي وصفت الحملة العسكرية ضد ليبيا بأنها أشبه بحروب القرون الوسطي كما أن الزعيم الروسي بوتين وصفها بالحرب الصليبية ولم تخرج دولة عربية واحدة لتطلق هذا الوصف علي أمريكا وفرنسا اللتين تتزعمان الحملات العسكرية الآن.. »ياعيب الشوم« روسيا تدافع عن الأمة العربية، والعرب أنفسهم إما غائبون أو مغيبون أو نائمون في العسل، أو مؤيدون للأمريكان والفرنسيين!!!.

قلت أننا لسنا مع نظام العقيد القذافي الذي يقتل الشعب الليبي المطالب بالحرية ورحيل النظام الديكتاتوري، لكن لسنا مع قمع الشعب الليبي بالحملات العسكرية، واطلاق الأمريكان صواريخ »توما هوك« علي الأراضي الليبية.. فهذه الحملة العسكرية غالباً ما سيعقبها تدخل أمريكي أو فرنسي في الأراضي الليبية.. بخلاف ما يقول السيد عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية، الذي أعلن صراحة أنه مع الحملات العسكرية ضد ليبيا، ولن تدخل أمريكا وفرنسا إلي الأراضي الليبية.

مع احترامنا الشديد لرأي عمروموسي، إلا أن هذه الحملات العسكرية هي مقدمة خطيرة لتدخل أجنبي في الشأن الليبي!!. وستكشف الأيام القادمة هذه الحقيقة التي قد تبدو غائبة عن أمين عام الجامعة العربية.