عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ازرعوا سيناء بالبشر

العمليات التى تقودها القوات المسلحة فى سيناء مهمة جدًا، فليس الهدف من هذه العمليات العسكرية القبض على ما تبقى من الذين شاركوا فى مجزرة رفح الأخيرة، وإنما الهدف الرئيسى من ذلك اثبات أن مصر لن تكون ساحة للارهاب،

وأن من يفكر فى العودة إلى عمليات قذرة على أى بقعة من أرض مصر فلن يفلت من العقاب الشديد.. ولذلك لم يبالغ «أدمن» صفحة المجلس العسكرى عندما اقسم بالانتقام لشهداء رفح، ولذلك حالة الاستنفار الشديدة التى تقوم بها القوات المسلحة داخل سيناء وعملياتها العسكرية الشديدة داخل أرض الفيروز تؤكد أن البلاد «صاحية» تمامًا لكل من تسول له نفسه النيل من أى بشر مصرى فى المستقبل.
يبقى وماذا بعد نجاح العمليات العسكرية والقبض على ما تبقى من مرتكبى مجزرة رفح، والقضاء تمامًا على بؤر الإرهاب فى هذه الأرض الطيبة من أرض مصر؟!.. ماذا أعدت الدولة لحالة ما بعد العمليات العسكرية والانتقام لشهداء مجزرة رفح؟!.. هل ستعود الدولة إلى سابق طريقتها بإهمال سيناء والاكتفاء فقط بالتصريحات الوردية والأغانى الوطنية على شاكلة «سيناء رجعت لينا»؟!.. إذا استمرت الدولة كما كان النظام السابق يفكر فعلى الدنيا السلام؟!.. وكأنك يا أبوزيد ما غزيت.
لن نتكلم بلغة المشاعر الحماسية والأناشيد الوطنية فى شأن تعمير سيناء، ولكن بمنطق العقل والحكمة فلا حل أبدًا مع بقاء سيناء نظيفة من الارهاب بعد هذه العمليات العسكرية سوى التنمية الحقيقية، وهذه التنمية لن تتحقق أبدًا إلا إذا زرعنا سيناء بالبشر.. بمعنى ضرورة أن تسعى الدولة جاهدة بكل السبل أن تجعل سيناء أرض جذب للناس، وتساعد على عمليات التهجير الداخلية إليها.. فالقاهرة مثلاً تعد أكبر مدينة مصرية تأتى إليها هجرة يوميًا من الوجهين القبلى والبحرى، فماذا يضير الدولة لو تم تحويل هذه الهجرة إلى سيناء شمالاً وجنوبًا؟!
لن يتحقق ذلك فى يوم وليلة ولابد لتحقيق ذلك أن تتخذ الدولة حزمة من القرارات والقوانين، لو كانت فعلاً جادة وحريصة على تنمية سيناء.. وأول هذه القوانين تمليك الأراضى لأصحابها، والقضاء تماما على فكرة حق الانتفاع التى تجعل أى مصرى يهرب من هذه الجملة.. فنحن المصريين بمجرد أن نسمع أن الشقة الفلانية بالقاهرة حق انتفاع لا نفكر فى شرائها، ونفضل عليها التمليك.. وما بالنا إذن إذا كان هذا فى سيناء.. وبالتالى سيتم اجهاض أى مشروع تنمية بدون إلغاء حق الانتفاع المعمول به والتمسك بالتمليك فهذه عادة المصريين ولن يغيروها بين عشية وضحاها.
ازرعوا سيناء بالبشر لتكون درعًا واقية ضد كل من تسول له نفسه النيل منها أو اللعب على أرضها أو العودة مرة أخرى إلى عمليات قذرة مثل عملية رفح الاجرامية.. وزرع الناس فى سيناء يحتاج إلى مسئول مصرى شجاع يتخذ عدة قرارات وقوانين تحول الهجرة إلى القاهرة المتزايدة إلى الهجرة لسيناء، ولن يهاجر إليها بدون فرصة عمل أو توفير احتياجات أسرته أو تمليك ما يقوم به لاحق انتفاع.
أما إذا تركنا الأمور كسابق عهدها فستظل سيناء عرضة للخطر من أصحاب النفوس الضعيفة قبل الاعداء الحقيقيين والصهيونية العالمية.