رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

.. إلا الرغيف!!

قالت وزارة التموين إنها تدرس زيادة سعر رغيف الخبز، ما يعنى أن هناك هجمة جديدة فى ارتفاع أسعار السلع، ولو فعلت الحكومة ذلك تكون الطامة الكبرى، فالمواطن لم يعد يتحمل أى زيادة فى أية سلعة، ويكفى أن راتبه يكفيه بالكاد، ولم تعد عمليات الترقيع فى المرتب تنفع بأى شكل من الأشكال، فالمرتبات تحتاج إلى النسف الكامل وإعادة ضبطها فى ظل الارتفاع الجنونى فى الأسعار.. ولا توجد سلعة إلا ويرتفع ثمنها باطراد وبشكل مخيف.

وفقد المصريون الأمل الذى علقوه على الثورة العظيمة التى قاموا بها، ورغم مرور عام ونصف العام على ذلك، فإنه لم يطرأ أى تحسن على معيشة المواطنين وصحيح أن هناك الآن حرية أكثر من اللازم ولكنها أيضاً تتعرض للخطر، وتتهدد بالزوال، ومبادئ ثورة يناير حتى الآن لم يتحقق منها شىء يذكر سوى خلع رأس النظام السابق وعزل بعض معاونيه ومحاكمة هزلية لآخرين.. ويبقى ماذا تحقق للمواطن البسيط الذى يسكن العشش أو ينام على الرصيف وماذا تحقق للموظف الذى يعجز عن توفير ضروريات الحياة لأسرته، ويفشل فى توفير المأكل الطبيعى لأبنائه.. هل حققت الثورة لهؤلاء شيئاً؟!.. انتظر إجابة من أى أحد لعل وعسى يكون لديه علما بذلك ولا أدرى أنا!!
وتأتى مؤخراً وزارة التموين بالإعلان عن وجود دراسة بزيادة سعر الرغيف، وبدلاً من تبشير الناس بأن الانتاج المحلى من القمح هذا العام زاد بشكل ملحوظ وأن هناك انخفاضاً فى القمح الوارد من الخارج، وتعتزم دراسة خفض سعر الرغيف كانت المفاجأة هى الزيادة المقترحة فى سعر الرغيف.. وكأن الدولة تقول للغلابة وما أكثرهم فى بلادى، سنحرمكم من الرغيف الحاف أيضاً وموتوا بالبطئ.. فهل هذا يجوز بعد أعظم ثورة فى التاريخ، انتقلت فيها السلطة بشكل ديمقراطى لجماعة الإخوان المسلمين التى كان النظام البائد يطاردها، ويصفها بالمحظورة.
هل يرضى الرئيس المدنى الذى حلم بحكمه الشعب المصرى طويلاً أن يجوع شعبه ويتعرى بهذه الشاكلة؟!.. هل هذا هو الوعد الذى قطعه على نفسه بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين؟!..

وهل هناك كرامة أهم من توفير المأكل للناس، وأول خطوة فى هذا الصدد هى منع مهزلة زيادة سعر الرغيف.. عندما يرتفع سعر الرغيف، يعنى ذلك ارتفاعاً فى كل السلع التى تشهد هى الأخرى بطبيعة الحال ارتفاعاً جنونياً ومطرداً ولا يوجد أحد قادر على وقف هذه المهزلة.. ومهما كانت الأسباب والظروف فلا يجوز أبداً رفع سعر رغيف الخبز، لو حدث ذلك تكون الآن الطامة الكبرى قد وقعت والجماهير التى تعتمد فقط على الخبز فى حياتها ستكون الوقود الذى يحرق هذا الوطن،ويكفى حالة اللملمة فى كل شىء التى يقوم بها الأحرار والوطنيون المخلصون فى مصر.
اليوم تمر ذكرى ثورة 23 يوليو التي حققت أهدافها كاملة، إلا الحياة الديمقراطية وأنصفت العمال والطبقة الكادحة، وأصبحت مبادئ يوليو يلتف حولها الشعب المصرى، فترة من الزمن.. ورغم اننا نقترب من نهاية العام الثانى لثورة يناير، الا أن الطبقة الكادحة مازالت تعانى، والفقير يزداد فقراً والعشوائيات تستفحل والأسعار تزداد، وهدية الدولة لأهلها بمناسبة الذكرى الثانية لثورة يناير زيادة أسعار الخبز!!.. بالذمة ما يحدث يفورّ الدم ويصيب بالقرف أم أن هناك تفسيراً آخر لكل ما تشهده البلاد من اضطراب وخراب وفوضى وزيادة فى الأسعار وشباب لا يجد عملاً وشيوخ لا يجدون ثمن الدواء..
هى الفوضى ولا غيرها.. وهى بداية الكارثة واحذروا زيادة سعر الرغيف.