.. إلا الرغيف!!
قالت وزارة التموين إنها تدرس زيادة سعر رغيف الخبز، ما يعنى أن هناك هجمة جديدة فى ارتفاع أسعار السلع، ولو فعلت الحكومة ذلك تكون الطامة الكبرى، فالمواطن لم يعد يتحمل أى زيادة فى أية سلعة، ويكفى أن راتبه يكفيه بالكاد، ولم تعد عمليات الترقيع فى المرتب تنفع بأى شكل من الأشكال، فالمرتبات تحتاج إلى النسف الكامل وإعادة ضبطها فى ظل الارتفاع الجنونى فى الأسعار.. ولا توجد سلعة إلا ويرتفع ثمنها باطراد وبشكل مخيف.
وفقد المصريون الأمل الذى علقوه على الثورة العظيمة التى قاموا بها، ورغم مرور عام ونصف العام على ذلك، فإنه لم يطرأ أى تحسن على معيشة المواطنين وصحيح أن هناك الآن حرية أكثر من اللازم ولكنها أيضاً تتعرض للخطر، وتتهدد بالزوال، ومبادئ ثورة يناير حتى الآن لم يتحقق منها شىء يذكر سوى خلع رأس النظام السابق وعزل بعض معاونيه ومحاكمة هزلية لآخرين.. ويبقى ماذا تحقق للمواطن البسيط الذى يسكن العشش أو ينام على الرصيف وماذا تحقق للموظف الذى يعجز عن توفير ضروريات الحياة لأسرته، ويفشل فى توفير المأكل الطبيعى لأبنائه.. هل حققت الثورة لهؤلاء شيئاً؟!.. انتظر إجابة من أى أحد لعل وعسى يكون لديه علما بذلك ولا أدرى أنا!!
وتأتى مؤخراً وزارة التموين بالإعلان عن وجود دراسة بزيادة سعر الرغيف، وبدلاً من تبشير الناس بأن الانتاج المحلى من القمح هذا العام زاد بشكل ملحوظ وأن هناك انخفاضاً فى القمح الوارد من الخارج، وتعتزم دراسة خفض سعر الرغيف كانت المفاجأة هى الزيادة المقترحة فى سعر الرغيف.. وكأن الدولة تقول للغلابة وما أكثرهم فى بلادى، سنحرمكم من الرغيف الحاف أيضاً وموتوا بالبطئ.. فهل هذا يجوز بعد أعظم ثورة فى التاريخ، انتقلت فيها السلطة بشكل ديمقراطى لجماعة الإخوان المسلمين التى كان النظام البائد يطاردها، ويصفها بالمحظورة.
هل يرضى الرئيس المدنى الذى حلم بحكمه الشعب المصرى طويلاً أن يجوع شعبه ويتعرى بهذه الشاكلة؟!.. هل هذا هو الوعد الذى قطعه على نفسه بتوفير الحياة الكريمة للمواطنين؟!..
اليوم تمر ذكرى ثورة 23 يوليو التي حققت أهدافها كاملة، إلا الحياة الديمقراطية وأنصفت العمال والطبقة الكادحة، وأصبحت مبادئ يوليو يلتف حولها الشعب المصرى، فترة من الزمن.. ورغم اننا نقترب من نهاية العام الثانى لثورة يناير، الا أن الطبقة الكادحة مازالت تعانى، والفقير يزداد فقراً والعشوائيات تستفحل والأسعار تزداد، وهدية الدولة لأهلها بمناسبة الذكرى الثانية لثورة يناير زيادة أسعار الخبز!!.. بالذمة ما يحدث يفورّ الدم ويصيب بالقرف أم أن هناك تفسيراً آخر لكل ما تشهده البلاد من اضطراب وخراب وفوضى وزيادة فى الأسعار وشباب لا يجد عملاً وشيوخ لا يجدون ثمن الدواء..
هى الفوضى ولا غيرها.. وهى بداية الكارثة واحذروا زيادة سعر الرغيف.