رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القرار التاريخي لـ »شرف«

الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال والذي أجمعت ثورة الشباب علي اختياره لهذه المهمة الجليلة في هذا التوقيت الحرج من تاريخ مصر، أمامه فرصة ذهبية ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه.. هذه الفرصة لن تتكرر ثانية أمامه، ولو انتهزها سيخلد اسمه بحروف من نور وستخرج الجماهير في كل شوارع مصر تهتف بحياته..

هذه الفرصة هي وقف تصدير الغاز المصري إلي اسرائيل، ولا أعتقد أبداً أن هناك ما يمنع »شرف« ابن الثورة المصرية العظيمة من اتخاذ مثل هذا القرار التاريخي.. فهذا القرار سيرد للجماهير المصرية عافيتها، ويرفع من كرامتها التي داستها أذناب النظام السابق بأوسخ الأحذية!!!.. والمصريون الذين قاموا بثورة لا مثيل لها في التاريخ الحديث، من أبسط حقوقهم المهدرة وقف تصدير الغاز المصري لإسرائيل..

ويوم أعربت جماهير مصر العريقة عن فرحتها باختيار الدكتور شرف رئيساً لوزراء مصر، إنما كانت تعلم يقيناً أنه لن يتواني لحظة واحدة عن اتخاذ كل قرار يرد كرامة المصريين التي بعثرها النظام السابق، ويمنع إهدار المال العام.. وليس هناك أخطر من جريمة إهدار أموال مصر، من تصدير الغاز إلي اسرائيل بأسعار زهيدة وأقل كثيراً جداً من الأسعار العالمية.. وليس خافياً علي أحد أن عائلة الرئيس السابق حسني مبارك، وعلي رأسهم حسين سالم، هي التي احتكرت لنفسها عملية تصدير الغاز لاسرائيل، وتمت عمليات التعاقد بعيداً عن مراقبة مجلس الشعب المنحل، مثل كل الجرائم التي ارتكبت في حق الشعب المصري، بموافقة البرلمان المزور أو بعيداً عن أعين أي وطني في هذا البلد.

وكلنا يذكر الحكم التاريخي الذي حصل عليه السفير إبراهيم يسري مساعد وزير الخارجية السابق قبل الثورة، بوقف تصدير الغاز للصهاينة، والتف سامح فهمي وزير البترول السابق حول حكم المحكمة، وتمكن بالحيل والألاعيب من ضرب الحكم التاريخي بزعم دعاوي

الحجج الواهية.. وهذا محل تحقيق الآن في النيابة العامة بعد تقديم بلاغات للنائب العام بهذا الخصوص، أما تعليق شماعة منع تصدير غاز مصر إلي اسرائيل، علي معاهدة كامب ديفيد، فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً لأن المعاهدة نفسها يجب أن تكون محل نظر هي الأخر خاصة أنه بات من الضروري الأن إلغاؤها، لعدم التزام اسرائيل وتصرفاتها الشيطانية وبناء المستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية وهذا ليس مجال الحديث الآن.

والذي يهمنا بالدرجة الأولي هو اصدار قرار عاجل بتعليق تصدير الغاز لإسرائيل، لأن تل ابيب تحصل عليه بسعر بخس، وكأن مصر مضطرة إلي ذلك.. وكأن ايضا لصوص النظام السابق يتصرفون في أموال مصر وكأنها »تكية خاصة بهم«.. فهل هذا يعقل أو يرضاه عقل أو منطق أو حتي دين.. ولا أعتقد أبداً أن الدكتور شرف ابن الثورة يرضي بهذه المسخرة.. وغير مقبول التصريح بأن الموضوع محل تحقيق أمام النيابة، فالنيابة العامة وهي حصن المصريين جميعاً لا علاقة لها بقرار مصري يصدر عن مجلس الوزراء برئاسة »شرف« بتعليق تصدير الغاز لإسرائيل.

ففي هذا القرار رد الروح لجماهير الثورة.. و»شرف« لن يتواني لحظة في عودة الروح لهذا الشعب العظيم الذي أهدرت حقوقه ونهبت أمواله.