رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فخ اختيار المحافظين

لو خرجت حركة المحافظين الجدد بدون تولي قيادات شرطية مناصب المحافظين، فهذه تعد أول ضربة معلم لحكومة الدكتور عصام شرف المكلفة بإدارة تسيير الأعمال خلال المرحلة الانتقالية، لعدة أسباب أولها أن حالة السخط الشديدة التي تسود بين المواطنين، تجعل عمل هؤلاء المحافظين شبه مستحيل، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد... ويكفي الآلام النفسية التي يعانيها المواطنون بسبب الفوضي الأمنية التي مازلنا نعاني منها حتي الآن.. وقد أثبتت الظروف خلال ثورة 25 يناير وبعدها، أن القيادات الشرطية إما كانت متآمرة كما حدث من قيادات أمن الدولة والأمن العام والأمن المركزي الذين يقبعون حالياً في السجن، وإما من الذين أصابهم الفزع والرعب وتخلوا عن تواجدهم وتركوا الساحة للبلطجية والمجرمين يمرحون، ويبثون الرعب بين خلق الله... وإما كانوا ممن قادوا حرباً بالرصاص الحي ضد المتظاهرين العزل...

لو خرجت حركة المحافظين الجدد خلال الأسبوع القادم وبها قيادات شرطية، فإن هذا يعد انتكاسة خطيرة لحكومة الدكتور شرف، ويعد تحدياً سافراً لمشاعر المواطنين، فالمؤامرة التي نفذتها أو قادتها الشرطة بكل جوانبها، والتي بدأت النيابة العامة التحقيق فيها، وحبس من ثبت تورطه فيها، لا يمكن أن تمر مرور الكرام، والاعتماد علي أن المصري بطبيعته متسامح، أو أنه سينسي كلام فارغ... ومن غير المنطقي أو المقبول أن يتولي منصب المحافظ في ظل هذه الظروف أي قيادة من الشرطة. وينسحب ذلك أيضاً علي كل قيادات الإدارة المحلية ورؤساء القري والمدن والأحياء.

فهذه مواقع لها احتكاك مباشر بالمواطنين، ومن الممكن أن تحدث »بلاوي«، ومشاكل لا تحمد عقباها.. ومن باب أولي ألا نضع البنزين بجوار النار ـ إن صح التعبير ـ فحالة السخط الشديدة بين الناس، تجعلهم في وضع لا يحسدون عليه لمجرد وجود قيادات شرطية في الحركة الجديدة.

وثاني الأسباب أنه غير مقبول مكافأة قيادات من الشرطة بتوليهم مناصب، بعد خيبة الأمل التي شهدناها جميعاً، ويكفي أن النظام السابق كان يتبع هذه الطريقة، مما أوصل البلاد الي العديد من الكوارث،.. في حين أن المصري يحتاج لمن يرعاه ويهتم بمصالحه ويحقق له آماله وطموحاته، وكفي من كافأهم النظام البائد، ونهبوا أموال الدولة علي كل الأصعدة، وتركوا المواطن يتجرع الويلات والحسرات والمهانة.

وثالث الأسباب: هو أن التجربة أكدت أن قيادات الشرطة ممن تلوا مناصب المحافظين أو في الإدارة المحلية، أثبتوا فشلاً ذريعاً في محافظاتهم، ولم نر محافظة واحدة نهضت أو خلت من المشاكل سواء السياسية أو الأمنية أو الاجتماعية والاقتصادية. وتفرغ فقط المحافظون للنهب والسلب وحرمان الناس من أبسط حقوقهم.

ورابع الأسباب: هو أن النظام البائد كان يؤمن وجوده باختيار هؤلاء المحافظين، ليضمن ولاءهم له وليس ولاؤهم للمواطنين الذين يحكمونهم.. ومن هنا كانت الكارثة، فقد تحول هؤلاء المحافظون الي سيوف مسلطة علي رقاب المواطنين..

هذه الحقائق يعرفها جميع الناس، والدكتور »شرف« واحد من الناس ويعلم بذلك.. ومن هنا لا أعتقد أبداً انه سيقع في فخ اختيار قيادات من الشرطة في حركة المحافظين، وإلا سيجلب علي حكومته وجع الدماغ، وسخط جماهير الثورة.