رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نذير شؤم!!

شيء مرير ما يحدث علي الساحة المصرية من انقسام حاد يهدد وينذر شؤم علي البلاد، والأمرّ من ذلك أن هذا أشعل الخلافات داخل الأسرة الواحدة، بل بين الزوجين، فما يدور الآن داخل الشارع المصري أو داخل البيت من خلافات شديدة بين الأبناء والآباء والامهات، وما بين الرجل وزوجته، أشبه بالصراع داخل حلبات المصارعة والملاكمة.. والذي يقول بغير ذلك يكون منفصلاً تماماً عن المجتمع المصري في هذه الظروف الراهنة.

فهل الديمقراطية التي ينشدها المصريون، تعني هذا الانقسام الحاد والشقاق الخطير داخل الأسرة المصرية؟! هل الديمقراطية، أن يصل الخلاف في الرأي السياسي إلي أن يقوم زوجة بتطليق زوجته، أو أن تخلع زوجة زوجها؟! هل الديمقراطية أن يتصارع الآباء والأمهات مع أبنائهم، لدرجة أن يتطاول الابن علي أمه وأبيه؟! وهل الديمقراطية أن يجبر سائق تاكسي مواطناً علي النزول من السيارة ويدفع به في عرض الشارع لأنه اختلف معه في الرأي؟! وهل الديمقراطية أن يطعن مواطن شقيقين بسكين؟! وهل الديمقراطية أن يترك الموظفون أعمالهم ويتبادلون المناقشات في السياسة، ويقف المواطن صاحب الحاجة حزيناً لأن مصلحته لم يتم قضاؤها؟!
إذا كانت الديمقراطية بهذا الشكل فأنا أول كافر بها ولا أطلبها أو أنحاز إليها!! وإذا كانت الديمقراطية أن أري صراعاً مريراً بين إعلاميين علي قنوات فضائية، لدرجة أنهم يتصارعون في الخروج علي الذوق العام، وتلويث الأذن والعينين، فلا أطلب هذه الديمقراطية.. وإذا كانت الديمقراطية أن يتطاول الجميع علي بعضه بالسباب والتخوين والعمالة وما شابه ذلك فلا أريد هذه الديمقراطية!!
الديمقراطية في المقام الأول هي احترام لحقوق الآخرين، والاختلاف في الرأي بهدف الوصول إلي ما هو أفضل وأحسن للمواطن، وحرية التعبير والرأي لا يمكن أن تأتي بالبذاءة أو الشتامين والمتطاولين أو الذين يتهمون ويرمون الآخرين بالباطل.. الديمقراطية تعني احترام حقوق الإنسان والعمل علي احترام آدميته وإنسانيته.. الديمقراطية والاختلاف في الفكر والرأي لا تعني أن نري مجتمعاً منقسماً علي نفسه، لا

يحترم القانون الذي يساوي بين الجميع في الحقوق والواجبات.
مصر لو استمر حالها علي هذه الشاكلة الخطيرة إلي أمد أبعد من ذلك فهذا ينذر بعواقب وخيمة ونتائج مرّة لا يقوي أحد علي تحملها مما ينتج معه آثار مدمرة علي الوطن والمواطن.. وقد يرد قائل إن هذه فترة لن تستغرق طويلاً ضمن آثار الكبت الذي استمر ثلاثين عاماً وتعرض فيه المواطن للقهر والذل والمهانة ونشوة المصريين بأنهم باتوا أحراراً من كل قيد دفع البعض إلي أن يستخدم الحرية في مواضع كثيرة بطريقة خطأ.. نعلم جميعاً أننا عانينا المر بكل أنواعه ونحمد الله أن الثورة المصرية التي تتعرض للخطر الآن، حررت المواطنين من كل قيد، لكن ذلك لا يعني أن نقوم بمثل هذه المهازل التي فاقت كل الحدود والتصرفات.. وإذا كنا نعيب علي القهر والذل، فالأحري بنا ألا نفعل ما هو أشد وأنكي وهو التطاول والتخوين والانقسام والفرقة.
الوطن يحتاج إلي كل سواعد أبنائه بلا استثناء لإعادة البناء والتنمية، أما حالة الخراب التي نراها الآن فلا تسر أحداً إلا أعداء الأمة، الذين يريدون أن يشتد الصراع بين المصريين حتي ينالوا أغراضهم. المصريون بات عليهم أن يلفظوا خلافاتهم ويمارسوا الديمقراطية الحقيقية واختلاف الرأي وهم يضعون نصب أعينهم مصلحة إعادة بناء الوطن المهلهل.