عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الهدف.. تعطيل الديمقراطية!

الذين ينادون الآن بوقف اجراء الانتخابات الرئاسية.. ماذا يقصدون من هذه الدعوة؟!.. وما معني الآن الدعوة إلي تشكيل مجلس رئاسي رغم بدء اجراءات انتخابات الجولة الثانية للمصريين في الخارج؟!..

ولماذا في هذا التوقيت بالذات رغم ان الباقي علي الانتخابات بالداخل لا يزيد علي أحد عشر يوماً؟!.. هناك تعمد ملحوظ علي تعطيل الانتخابات وعدم اجرائها، وكما قلت كلما تقترب المدة الانتقالية علي نهايتها، تقوم فئة بافتعال ازمات سياسية بالبلاد، بهدف احداث فوضي واضطراب، وتعطيل عبور مصر إلي بر الأمان.. ورغم ان انتخابات الجولة الاولي اجريت بنزاهة تامة ولم تشهد أية عمليات تزوير وشهد بذلك كل المراقبين لها، اللهم إلا بعض الدعاية الدينية التي كان يقوم بها أنصار الاسلام السياسي..
الذين ينادون الآن بتشكيل مجلس رئاسي، إنما يقصدون بالدرجة الاولي إلي تهديد مسيرة الديمقراطية، وعدم استقرار احوال البلاد، وقد اخذت عمليات التهديد مظاهر كثيرة، منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتي الان، آخرها هو الاستغلال السيئ والاحتجاج الواسع علي الحكم التاريخي الصادر بحق الرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد.. معني تعطيل اجراء الانتخابات، هو المزيد من الفوضي والاضطراب ودعوة إلي عدم الاستقرار الذي بات حلماً للمصريين الآن.. تعطيل الانتخابات يعني استمرار بث الرعب والخوف والفزع داخل البيوت المصرية.. ولقد احتكم المصريون إلي صندوق الانتخابات، وقالوا كلمتهم الفاصلة في هذا الشأن وعلي الجميع الانصياع إلي رأي الشعب واحترام إرادته.
اما الذين نصبوا انفسهم اوصياء علي المصريين، فمن منحهم هذا الحق وبأي صفة يتحدثون بلسان المصريين؟!.. وهل المصريون منحوهم توكيلات للحديث باسمهم والتعبير عن ارادتهم؟!.. هؤلاء الذين يقفزون علي خوف المصريين، يستغلون كل حدث هم في الاصل وراء افتعاله للمطالبة بأفكار وطرح اقتراحات، الهدف الحقيقي من ورائها هو تعطيل الديمقراطية، واستمرار الفوضي ومنع الوصول إلي حالة استقرار البلاد.. الذين يطالبون بذلك يعتدون جهاراً نهاراً علي إرادة المصريين ويضربون بها عرض الحائط فالمصريون من خلال صناديق الانتخابات، حددوا موقفهم واستقر رأيهم علي مرشحين في جولة الاعادة بين احمد شفيق المحسوب

علي النظام القديم ومحمد مرسي مرشح جماعة الاخوان المسلمين.. هذا هو رأي المصريين فلماذا تقوم فئة من النخبة السياسية الجديدة، سواء كانت من «الجماعة» أو الليبراليين أو الاشتراكيين بالسطو علي حقوق المصريين؟!
والمعروف ان اقتراح المجلس الرئاسي هذا سبق ان تم طرحه مرات كثيرة، خاصة مع كل احداث تقع في البلاد، ما يعني ان هناك اصراراً شديداً علي تعطيل الديمقراطية وإصراراً أشد علي إحداث فوضي واضطراب بالبلاد.. وهذا ما ترفضه الغالبية العظمي من المصريين، واقتراح المجلس الرئاسي كما وصفه عمرو موسي المرشح الرئاسي الخارج من السباق، هو اقتراح تحكمي لا يستند إلي مصداقية او شرعية، ولا يجب أن تترك أمور مصر العظيمة في المزايدات والانتهازية والمصالح الخاصة.
فعلاً هناك فئة سياسية لا تهدف بالدرجة الاولي إلا لتحقيق مصالحها الشخصية او علي حساب مصلحة الوطن والمواطن.. فالمجلس الرئاسي الذي يقترحونه طبعاً، سيعتمد علي سياسة اقصاء القوي الوطنية والتيارات السياسية الاخري ويقتصر علي «الجماعة» وبعض من يتصورون انهم سينقضون عليهم بعد ذلك.. إذن الهدف هو تحقيق مصالح شخصية بحتة وعدم النظر إلي مصلحة الوطن والمواطن، فشهوة السلطة اعمت هؤلاء عن مصلحة البلاد العليا، وعدم الاكتراث بإرادة المصريين التي لجأت إلي القانون من خلال صندوق الانتخابات..
كفي استهزاء بإرادة المصريين الذين ثاروا علي الظلم وطالبوا بدولة المؤسسات تعلو فيها الديمقراطية، ويسود فيها القانون.