رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إهانة عرش مصر!!

الظاهرة اللافتة للنظر فى جولة انتخابات الرئاسة الأولى، هى ضعف الإقبال على التصويت، صحيح أن حوالى 50٪ من الناخبين أدلوا بأصواتهم، لكن هذه النسبة مقارنة بالانتخابات البرلمانية أو بالأحرى فى مجلس الشعب جاءت فى مرتبة أقل..

الذين صوتوا فى الجولة الأولى حوالى 25 مليون ناخب من أصل 51 مليوناً لهم حق التصويت.. هذه النسبة تعد قليلة  جداً فى أول انتخابات رئاسية حقيقية بالبلاد.. فقد كان من المتوقع أن تزداد نسبة الإقبال عليها..
ما الأسباب التى جعلت الناخبين يعزفون عن الوصول إلى صناديق الاقتراع؟!.. هناك أسباب كثيرة وراء تدنى نسبة الإقبال، يأتى على رأسها سبب جوهرى أغفله كل المحللين لهذه الظاهرة.. هذا السبب هو عدم قناعة الناخبين بالمرشحين الثلاثة عشر الذين خاضوا جولة الانتخابات الأولى.. فالمرشحون جميعهم ليس لديهم برامج حقيقية تنتشل مصر من حالة الوحل التى ألمت بها، والجميع يعتمد فقط على  الخطب «التشنجية»، وكل البرامج تخلو من بناء دولة المؤسسات التى تضع مصر على بداية النهضة الحقيقية.
كما أن الخطاب الإعلامى للمرشحين وحملاتهم، لا يصلح إلا لرئاسة ناد رياضى أو وحدة محلية بالقرى، الخطاب الإعلامى لم يحدد الهوية الجديدة لمصر الديمقراطية الحديثة التى تعلو فيها المؤسسات ويصدم فيها صوت المواطن الذى عانى القهر الشديد لعقود طويلة..حتى المرشحون الذين توسمنا فيهم الاعتدال لم يحددوا دور المواطن فى دولة المؤسسات الجديدة..
هذا سبب مهم فى ضعف إقبال الناخبين على التصويت بالجولة الأولى.. ويبقى هناك أسباب أخرى كثيرة نحملها فى الآتى:
أولاً: كثرة المرشحين تسببت فى حدوث تفتيت للأصوات والتزام عدد كبير من الناخبين الصمت وعدم المشاركة أمام بعثرة القوى المؤمنة بالدولة المدنية، مقابل تنظيم دقيق للتيارات الدينية المتمثلة فى جماعة الإخوان المسلمين.
ثانياً: الأداء البرلمانى السيئ للإخوان، كان وراء عزوف الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم، بعد أن ملأتهم قناعات بأن إحجامهم عن التصويت يعد رأياً كالذى يصوت لفلان والآخر الذى يرفض «علان»..
ثالثاً: الذين خرجوا للتصويت لم يصوتوا لبرامج انتخابية وإنما صوتوا لأشخاص، فمازالت العقلية تتحدث عن أفراد وليس برامج نهوض بالبلاد.. فالناخبون خرجوا من أجل فلان وعلان وترتان ونطاط الحيط.. وهذا

ما جعل نصف الناخبين يحجمون عن التصويت.
رابعاً: هناك نسبة كبيرة من الناخبين غير مقيمة فى أماكن اقتراعها، فمثلاً العاملون فى السياحة يتواجدون فى بلاد بعيدة عن مراكز الاقتراع، وبذلك تم حرمانهم من التصويت وكان الأجدر أن تقيم العليا للانتخابات لهم «لجان وافدين» وكذلك أبناء الصعيد المقيمين بالقاهرة والإسكندرية وعواصم المحافظات تم حرمانهم من التصويت لابتعادهم عن مراكز الاقتراع الخاصة بهم. وهذا تسبب فى ضعف نسبة المشاركة.
خامساً: إحجام عدد كبير من الشباب عن التصويت خاصة الذين شاركوا فى الثورة، لعدم إيمانهم بالمرشحين الذين خاضوا الانتخابات، بالإضافة إلى عدم وجود مرشح قوى لهم يخرجون من أجله.
سادساً: عزوف القوة الصامتة عن الإدلاء بأصواتها لرفضها برامج المرشحين وعدم قناعتهم بهم، إضافة إلى عزوف مصريين عن التصويت عقاباً لجماعة الإخوان...
السؤال إذن هل تتكرر نفس نسبة التصويت فى الجولة الثانية؟!.. إذا كانت الجولة الأولى بهذا الشكل فإن الجولة الثانية لا أعتقد أن تزداد فيها نسبة المشاركة، خاصة أن الأمر انقسم الآن بين جماعة الإخوان وأحمد شفيق المحسوب على الفلول.. أعتقد أن السمة الغالبة على جولة الإعادة ستكون شبه مقاطعة، أو ستكون نسبة ضيلة جداً... فلو افترضنا خروج الذين صوتوا لشفيق ومرسى فى الجولة الأولى ستكون نسبة المشاركة لا تتعدى 10٪...
فهل يرضى أحد أن يعتلى عرش مصر بمثل هذه النسبة الضئيلة من مشاركة الناخبين؟!!... بذلك نكون قد أهنا العرش!!!