رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لا.. تعظيم سلام للرئيس!

أنا مشفق علي الرئيس القادم الذي نختاره اليوم وغداً، أشفق عليه لأنه سيتولي عرش مصر، في ظل نظام متصدع تماماً لكنه مازال قائماً.. لا ينفع معه سوي الإزالة الفورية، إزالة من أعلي إلي أسفل حتي يتمكن هذا الرئيس من تحقيق أي مشروع وطني يتبناه.. فلا يمكن أن يتم النهوض بأي مشروع في ظل وجود النظام السابق الذي لم تتم إزالته بعدما أصابه التصدع والشروخ فقط لا غير.

الرئيس القادم الذي اختاره شعب مصر ليتولي مسئولية البلاد في أخطر مراحل تاريخها، سيواجه أمرين خطيرين، الأول وجود نظام سابق متصدع ومهلهل، والثاني شعب واعٍ لا يرضيه إلا تحقيق طموحه في الحياة الكريمة وعلاقات متوازنة فيها ندية مع دول الجوار وحتي الوصول إلي أمريكا.. الرئيس القادم ليس أمامه إلا إزالة النظام السابق تماماً، وضرورة إدراكه إدراكاً كاملاً بأن الذين اختاروه تثقفوا سياسياً أكثر منه، فلن ينخدعوا بشعارات ولن يمنعهم مانع من محاسبته الحساب العسير!!
لن يرضي الشعب بأي كلام فارغ، ولا يشفي غليله إلا النهوض بالوطن في أسرع ما يكون، وصحيح أن الرئيس القادم لن يتمكن بين يوم وليلة من تحقيق حلم الناس، لكن أبسط الأمور لابد أن يضع البلاد علي طريق النهوض بالمستقبل الأفضل والحياة الكريمة.. المرحلة القادمة ليست مرحلة شعارات وكلام وفرجة علي فضائيات الإعلام الخاص.. المرحلة القادمة هي مرحلة بناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة.
الرئيس القادم ليس أمامه إلا خيار بناء دولة المؤسسات وهي الدولة التي ينعم فيها الشعب بالحياة الكريمة واحترام القانون والدستور.. صحيح أن الرئيس القادم أصبح علي مشارف عرش البلاد بدون دستور، إلا أن الأيام القادمة ستشهد الدستور الدائم للبلاد..

الرئيس القادم لا يتخيل أن وصوله إلي قصر الرئاسة بعد الثورة هو الحلم وكفي والذي يتصور ذلك فقد ظلم نفسه، لأنه هناك شعباً عرف لأول مرة الحرية ومارس الديمقراطية، ولن يستطيع أحد مهما كان أن يخفض صوته أو يسلب ارادته أو يمنعه من اسقاط هذا الرئيس.
لذلك علي خلاف العادة أو المتوقع أن أوجه حديثي في يوم الانتخابات الرئاسية إلي الرئيس وليس للناخبين، لأن الناخبين المصريين عرفوا طريقهم والشعب المصري العظيم وضع يده علي بداية الطريق الصحيح، وخرج اليوم بمحض ارادته للتصويت للرئيس المقبل.. هذا الرئيس هو الأولي بالحديث إليه، لأنه أصبح أمام شعب واعٍ يعرف حقوقه كاملة ويعرف حقوق الوطن، ويعرف مهام الرئيس وماذا يفعل.
الوصول إلي كرسي الرئاسة ليس نهاية المطاف للرئيس القادم لأنه مطلوب منه أن يبدأ علي الفور مشروع عبور مصر إلي بر الأمان.. ولذلك لا أكون مبالغاً إذا قلت إن الذين لا يجدون في مقدورهم تحقيق هذه الطموحات أن يتركوا الساحة علي الفور، فالشعب لن يقوم بتعظيم سلام لرئيس لا يقدر هذه المسئولية الخطيرة والتاريخية الملقاة علي عاتقه.