عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«غسيل وسخ».. وليس ديمقراطية

الاتهامات المتبادلة بين النائب عصام سلطان والفريق أحمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية، هل هى ممارسة ديمقراطية؟!.. أم أنها شهوة الوصول إلى المناصب التى تدفع بذلك؟!.. أم أنها نشر «غسيل وسخ» إن صح ذلك كما فى أقوال أولاد البلد...

القضاء سيفصل فى الاتهامات التى وجهها عصام سلطان ضد أحمد شفيق بقيامه ببيع آلاف الأمتار إلى نجلى«مبارك» جمال وعلاء على البحيرات المرة بثمن بخس...لكن الاتهامات الخطيرة التى وجهها شفيق إلى سلطان فى مؤتمره الصحفى والتى وصفه فيها بالعمالة لجهاز أمن الدولة المنحل وقيامه بالتجسس على الثوار... لا أدرى من يفصل فيها؟!
ثم إن أشد ما لفت النظر فى اتهامات شفيق إلى سلطان هو اتهامه بالتآمر على خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان والمرشح الرئاسى المستبعد.. قال شفيق بالنص: «إن عصام سلطان أوقع خيرت الشاطر فى قضية غسيل الأموال التى تم سجن الشاطر فيها أيام النظام السابق... كلام «شفيق» ليس بالخطير فقط وإنما هو بالأكثر  خطورة، لأن شفيق كان واحداً وقريباً جداً من النظام السابق، وهو أدرى الناس بذلك.. إضافة إلى أن «شفيق» كان يعرف ـ إن لم يكن مشاركاً فى كثير من مهازل هذا النظام، أولاً لقربه من الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ومن النظام بأكمله بحكم أنه كان واحداً منه.
عندما قلت إن «شفيق» و«سلطان» ينشران غسيلهما، فلا أكون متجاوزاً ولا متجنياً، أولاً أن سلطان وأشباهه فعلاً كما وصفهم «شفيق» كانوا يلعقون الأحذية للنظام السابق، معذرة هذا الحديث ليس لى إنما هو لشفيق حتى لا يتهمنى أحد بالتجنى على طرفى المعادلة السخيفة... الرابح الوحيد فى هذه التعرية هو الشعب المصرى العظيم الذى يتعرف على من تتملكهم شهوة السلطة والوصول إلى الحكم.
وكنت أتمنى على المرشح الرئاسى أن يزيدنا معرفة بكيفية إيقاع عصام سلطان نائب دمياط بنائب المرشد العام فى أشهر قضية شغلت الرأى العام أيام المخلوع، وهى قضية غسيل الأموال التى سجن فيها الشاطر... وأضم صوتى فى نقطة واحدة لشفيق وهى من جمع الشامى على المغربى، أعنى «سلطان» مع «الشاطر».. أعداء الأمس أصدقاء اليوم.. ومتآمرو الأمس.. إخوان اليوم!..

الذى يجمعهم الآن هو شهوة السلطة لا أكثر من ذلك.
ثم أعود مرة أخرى إلى السؤال الذى طرحته فى البداية.. هل هذه هى الممارسة الديمقراطية.. أم أنها نشر الغسيل الوسخ؟!.. لا هذه ديمقراطية ولا حرية إنما هى استخدام كل الأسلحة والألاعيب والمتناقضات بهدف وصول كل فريق إلى غايته، والغاية هنا هى كرسى الرئاسة.. فعصام سلطان الذى يفعل ذلك بهدف التقرب إلى جماعة الإخوان التى رشحت اثنين للرئاسة،أصبح حبيباً الآن للجماعة لعل وعسى أن ينال نصيباً من الكعكة فى حال وصول الجماعة إلى كرسى الرئاسة.. أما شفيق فلن ينفع سلطان وأعوانه أيضاً..
الديمقراطية ليست ما يفعله عصام سلطان ولا ما يفعله شفيق، الديمقراطية والحرية لا تعرفان سياسة التخوين ولا تعرفان سياسة التآمر ولا تعرفان سياسة التكالب والشهوة على السلطة.. الديمقراطية هى دولة مؤسسات كما أردد كثيراً، فيها القانون هو السيد على رقاب الجميع.. ويظل الشعب المصرى هو الرابح فى هذه المسألة، لأنه يكتشف بجلاء واضح المتكالبين على السلطة الذين لا يهمهم إلا تحقيق غاياتهم بكل السبل، مشروعة كانت أم غير مشروعة..
هذه الأمور أو هذا الغسيل الوسخ يجعل الشعب المصرى، يحسن تماماً اختياره فيمن يتولى عرش مصر، ومن يعبر بالبلاد إلى بر الأمان، ومن يحقق العدالة الاجتماعية المنشودة ويعيد مصر الى مكانتها وريادتها فى المنطقة.. الغسيل الوسخ فيه فائدة للأمة المصرية، لأنه يطرد الأوساخ من بين صفوفه.