عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مهمة »شرف« شاقة

نجحت الثورة ومازالت تواصل انتصاراتها حتي تمكنت مؤخراً من إسقاط حكومة الدكتور أحمد شفيق.. وتكليف الدكتور عصام شرف وهو وزير النقل السابق في حكومة النظام البائد الذي أسقطته الثورة.. و»شرف« هو الوزير الذي قدم استقالته في واقعة تصادم القطارات والتي اشتهرت بكارثة الجزرة، وشارك في مظاهرات أساتذة الجامعات أمام مجلس الشعب وفي ميدان التحرير، وجاء بإرادة ثوار التحرير.. وهذه هي المؤهلات التي رشحته بتكليف تشكيل الحكومة الجديدة.. وأمام رئيس الوزراء مهمة شاقة جدا في هذه المرحلة من تاريخ مصر، وأن آمال الثوار معقودة عليه، في قطع دابر كل وجوه النظام السابق، خاصة وزراء العدل والداخلية والخارجية فهؤلاء الوزراء الثلاثة هم الذين أسقطوا حكومة شفيق..

وزير العدل السابق له باع وتاريخ طويل مع النظام السابق الذي كان يتدخل في شئون القضاء، ويحدد الدوائر القضائية التي تتم محاكمة »س« أو »ص« أمامها، خاصة الذين لهم مواقف مع النظام القائم حينئذ، بل إن وزير العدل السابق، كان سبباً رئيسياً في حالة الانقسام الشديدة التي سادت بين صفوف رجال القضاء، ورأينا حرباً شعواء جرت خلال الفترات الماضية بين القضاة، حتي إن نادي القضاة انقسم علي نفسه بين مؤيد ومعارض للنظام، وثالث تحت مسمي تيار الاستقلال.. وباتت مهمة رئيس الوزراء الجديد اختيار وزير للعدل يربأ بنفسه عن كل هذه الاختلافات، ونحن الآن في أمّس الحاجة إلي ذلك.

أما وزير الخارجية السابق في الحكومة المستقيلة، فحدث عنه ولا حرج، فهو الوزير الذي أعلن قبل الثورة أن المصريين ينعمون في الرفاهية والخير، لمجرد أن هناك الملايين الذين يمتلكون التليفون المحمول، وقلت في هذا المكان قبل ذلك إن أحمد أبو الغيط رجل فقد مصداقيته عندما قرر رفاهية المصريين بامتلاكهم التليفون المحمول.. ولست أدري علاقة الرفاهية بالتليفون؟!.. كما أن أزمات مصر المتوالية خلال العقود الماضية كانت بسبب غياب الخارجية عن دورها الرئيسي في هذا الشأن.. ومازلنا حتي هذه اللحظة نعاني من أزمة ملف المياه مع دول حوض

النيل، وفشلت الخارجية فشلاً ذريعاً بل سقطت تماماً في هذا الملف الخطير.. إضافة إلي ملف السودان والذي كان من نتيجته تقسيم السودان إلي دولتين، بالإضافة إلي الكثير من القضايا الأخري لا مجال هنا لتعدادها الآن.

أما وزير الداخلية محمود وجدي وهو رجل الأمن الذي خدم معظم حياته في المباحث، فقد فشل فشلاً ذريعاً في عودة رجال الشرطة إلي الشارع، ومازالت الفوضي الأمنية عارمة في شوارع مصر من أسوان إلي الإسكندرية، تحت ذرائع غريبة وعجيبة أبرزها خوف الشرطة من الناس!!!.

حتي بات حديث المصريين هو حالة العصيان المدني التي ينفذها رجال الشرطة!! ولا ندري لمصلحة من سريان الفوضي حتي كتابة هذه السطور؟!.. وأي حديث عن عدم وجود الشرطة في مكانها الطبيعي مرفوض.. والوزير وجدي الذي تقلد الوزارة كنا نأمل فيه عودة الانضباط إلي الشارع، لكن يبدو أن جهاز الشرطة له موقف آخر غير معلن، يلمسه المواطن فقط في حالة الفوضي.

يبقي إذن الموقف شاقاً جداً علي الدكتور شرف المكلف بتشكيل حكومة تسيير الأعمال، في اختيار وزارته الجديدة خاصة وزراء العدل والخارجية والداخلية.. ونأمل فيه أن يكون اختياره صائباً في الوزراء الثلاثة، وألا يفرض عليه أحد من النظام السابق حتي يعود الاستقرار إلي الوطن والمصريين.. والوقت لم يعد يحتمل إسقاط الحكومة الجديدة، لتنهض الدولة من كبوتها.