رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محافظ القاهرة ينتظر وقوع الكارثة في عين الصيرة!!

في إطار الفوضي وحالة التردي الشديدة التي تشهدها البلاد، وفي حالة الانشغال بشهوة السلطة والصراع السياسي الدائر حالياً، وفي حالة التغيب في كل مناحي الحياة، وتعطيل أجهزة الدولة بلا استثناء، وفي حالة الإضراب أو العصيان داخل المؤسسات الحكومية، وفي حالة الحكومة المصرية الحالية التي لا تهش ولا تنش، وفي حالة البرلمان الذي شغل نفسه بما لا ينفع الناس ورعاية مصالحهم.. في حالة ذلك وأكثر منه أصبح من الطبيعي جداً أن نري مأسي تحدث داخل البلاد دون وجود من يمنع أو يردع مرتكبي هذه الكوارث.

في هذا الوضع المزري والمخيف رأينا كل من تسول له نفسه يفعل ما يشاء في الوقت الذي يشاء والمكان الذي يشاء بمنطق البلطجة ولا أحد يقوم بمنع هذه الفوضي أو صد مرتكبيها من البلطجية، فلا أجهزة الدولة تتعب نفسها في ذلك، ولا الناس الذين يتملكهم الخوف يقدرون علي فعل شيء سوي الاستسلام والرضوخ أمام المخالفات الكثيرة التي استشرت وزادت علي حدها!!
لقد تلقيت مؤخراً رسالة من مواطنين أعزاء اعجزهم الخوف عن القيام بمنع جرائم ترتكب جهاراً نهاراً في وضح الشمس أمام أعين المسئولين، فلا هؤلاء المسئولون فعلوا شيئاً، ولا الناس المتضررة لديها القدرة علي منع هذا الخراب.. الرسالة التي تلقيتها جاءتني من سكان منطقة عين الصيرة بحي مصر القديمة بالقاهرة، الذين أصابهم الحزن والألم والأسي لوجود 32 اسرة تضم شباباً وشيوخاً ونساء وأطفالاً وأولاداً وبناتاً تم تشريدهم في الشارع، لأن هناك من تجرأ علي فعل جريمة شنعاء بحقهم ولا يجدون أحداً من مسئولي محافظة القاهرة أو مسئولي حي مصر القديمة ينصف هذه الأسر التي تم تشريدها!!
الحكاية أن سكان البلوك رقم 9 بمساكن عين الصيرة بحي مصر القديمة فوجئوا بجماعة من المواطنين تقوم ببناء دورين مخالفين أعلي البلوك الذي بنته الحكومة منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتم تمليكه لقاطنيه، في بداية الستينيات.. لقد استغلت هذه الجماعة حالة الانفلات بالبلاد، وانشأت دورين مخالفين ما تسبب في تصدع العقار وسقوط الاسقف وتشريد الناس.. وتصور السكان أن حي مصر القديمة سيقوم بمنع هذا البناء علي الفور واتخاذ الإجراءات القانونية بشأن هذه الكارثة.. لكن خاب ظنهم وفشلت محاولاتهم

في منع الكارثة التي حلت علي رؤوسهم بل الاغرب من ذلك أن قامت هذه الجماعة ببناء محلات في مدخل البلوك دون أن يجدوا من يردعهم!!
ولما كثرت شكاوي سكان هذا البلوك من هذه الكارثة ثم إجراء معاينة وتبين صدق رواية السكان، وورد من الحالة الانشائية للعقار من واقع المعاينة الظاهرية كل المخالفات السابق ذكرها، وأوصي المهندسون الذين أجروا المعاينة بضرورة ردم جزء من البدروم واعادته لإصله وازالة جميع المباني المخالفة، وضرورة ترميم العقار ترميماً متناسباً بالإضافة إلي ملاحظات أخري كثيرة.. واكتفي الحي بذلك دون اتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها في مثل هذه الأمور.. ولأن البلاد تعيش في الفوضي العارمة لم يتم فعل شيء سوي تشريد الناس بالشارع.
والآن أوجه حديثي إلي السيد محافظ القاهرة، لعله يرضي علي هذه الأسر الكثيرة التي تم تشريدها وليس أمامها مأوي سوف ازالة الأدوار المخالفة والعمل بتوصية المعاينة الظاهرية للبلوك رقم 9 بمساكن عين الصيرة.. ولا أعتقد أبداً أن سيادة المحافظ سيؤجل اتخاذ الإجراءات اللازمة حتي يسقط العقار علي من تبقي من ساكنيه لتحدث الكارثة المروعة.
لا يوجد أي مبرر أمام المحافظ إلا اتخاذ الإجراءات الكفيلة التي تحفظ حياة هؤلاء البشر المشردين في الشارع والبعض الآخر الذي لايزال يقيم في العقار الذي هو في الأصل ملك للحكومة.. ثم أسال المحافظ لماذا لا يتم القبض علي من فعل ذلك ومحاكمته بتهمة البناء المخالف وبدون وجه حق وتعريض حياة الناس للخطر.