عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السعودية «تؤدب» الثورة المصرية!!

إغلاق السفارة السعودية بالقاهرة ومغادرة السفير السعودى إلى بلده العربى الشقيق، يطرح علامات استفهام كثيرة، أبرزها على الاطلاق ما السبب الحقيقى الخفى الذى دعا السعودية إلى اتخاذ هذا القرار الغريب؟

أو بمعنى أكثر وضوحاً من وراء هذا القرار السعودى المفاجئ؟ وماذا تقصد السعودية من ذلك؟!.. المبررات التى ساقتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» بشأن استدعاء السفير وإغلاق السفارة والقنصليات بالقاهرة والسويس والإسكندرية، مبررات واهية لا يقبلها العقل ويرفضها المنطق..
قالت الوكالة الرسمية السعودية ان حكومة المملكة اتخذت القرار المفاجئ والغريب، نتيجة المظاهرات والاحتجاجات غير المبررة أمام بعثات المملكة فى مصر، بالإضافة إلى تهديد أمن وسلامة الموظفين ورفع الشعارات المعادية!!.. وكأن السعودية تريد أن تطبق سياستها مع مواطنيها ورعاياها فى وطنها على الأرض المصرية..!! الغريب فى الأمر أن السعودية لم تتخذ مثل هذا القرار أثناء اندلاع الثورة المصرية العظيمة، ويبدو أنها كانت تحسب الأمر «هوجة»، وستمر، ولأن السعودية أدركت تماماً أن الثورة المصرية لا رجعة فيها ولن تعود مصر إلى الوراء مرة أخرى، اتخذت هذا القرار الغريب والعجيب.
كنا نتمنى على الدولة العربية الشقيقة أن تكون أكثر وعياً وإدراكاً لما يدور حولها، ولكن يبدو أن الفهم لديهم يأتى متأخراً، فمصر التى تشهد ثورة عارمة منذ عام 2011، واحتجاجات متوالية ضد القهر والظلم والطغيان، أدركتها مؤخراً الشقيقة السعودية... وكما قلت كثيراً إن هناك دولاً عربية كثيرة لا يعجبها الأحداث الجارية فى مصر،  وإن هذه الدول تخشى على نفسها من الثورة المصرية التى ستقود مصر إلى بلد مؤسسات يشهد حكماً مدنياً ديمقراطياً حديثاً... وفى مصر الحديثة الجديدة ستهتز عروش عربية إن عاجلاً أو آجلاً..
وما فعلته السعودية.. كل العقلاء فى مصر يتوقعونه، بل إن هناك توقعات أخرى كثيرة ستحدث، ولذلك لا نستغرب إذا فعلت قطر نفس هذا الموقف عندما تجد مبرراً «عبيطاً» تسوقه فى هذا الإطار، وهكذا معظم الدول العربية التى تخشى ثورة مصر وتقوم

مخابراتها باللعب داخل البلاد وتنفيذ مخططات أمريكا.. فالذى فعلته السعودية ليس غريباً أو غير متوقع، بل إن هناك أموراً أخرى ستتوالى فيما يشبه العداء بدون مبرر لذلك.
مثلاً لا نستغرب إذا قامت السعودية بتضييق الخناق على المصريين العاملين هناك والذين يتعدى عددهم أكثر من مليون ونصف المليون مصرى، ولا أكون مبالغاً إذا تم ترحيل أعداد من هؤلاء المصريين لأتفه الأسباب وأوهن الحجج... ليس لأن هؤلاء المصريين يقصرون فى أعمالهم أو أنهم تجاوزوا حدود عملهم، وإنما لأن أحرار بلدهم قادوا ثورة من أعظم ثورات الدنيا، وهناك خوف دفين تملك عروش كل الدول العربية من الثورة المصرية..
وأعتقد أن المغزى الحقيقى من إغلاق السفارة السعودية واستدعاء السفير إلى الرياض أصبح واضحاً ومحدداً، وليس كما قالت الوكالة الرسمية، أما عملية فتح السفارة وعودة السفير فهذا مرهون بالإشارة الأمريكية التى لم تحدد بعد الطريق أمام الرياض... فالتبعية الأمريكية هى التى تحدد الضغوط وترسم الأهداف وهى التى تقرر الإغلاق أو الفتح وسحب السفير أو عودته!!!
وغير صحيح ما أذاعته الوكالة السعودية بأن الاحتجاجات فى مصر هي السبب، وإلا ستستمر السفارة مغلقة أبد الدهر لأن المصريين لن يتراجعوا عن الاحتجاجات والاعتصامات حتى يتم تطهير البلاد من الفساد، وحتى تتحول مصر إلى دولة مدنية ديمقراطية حديثة.