رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مستقبل الوطن

»إلي الذين يعيشون في الظلام ويرددون ذلك الشعار الأسود.. مافيش فايدة.. أهدي إليهم هذا العمل«.. هكذا سطر نشأت الديهي، إهداءه في مؤلفه »مستقبل وطن.. المشاكل والحلول كما يراها النخبة«.. هذا الكتاب الذي صدر قبل خمسة عشر شهراً علي ثورة 25 يناير.. وتناول فيه »الديهي« آراء أربعين شخصية مصرية حول مستقبل مصر، وكلهم وجهوا تحذيرات شديدة الي النظام بضرورة التغيير، ولم يلتفت النظام الي كل تحذيرات هذه النخبة المصرية والتي تضم مختلف القوي الوطنية بالبلاد ما بين ليبراليين ويمينيين ويساريين وإخوان مسلمين..

وقد انتصر المؤلف لرأيه علي الذين رددوا كثيراً شعار »مافيش فايدة«، حتي وقعت الفائدة الكبري في ثورة تعد من أعظم الثورات في العصر الحديث.

وقد حدد المؤلف نشأت الديهي كل الأسباب التي تقيم الثورة في مقدمة كتابه عندما قال ».. تحول الوطن الي ما يشبه الرجل القعيد الذي يجلس علي كرسي متحرك، لقد توارت الأفكار الشابة وانزوت أمام سطوة تلك الأفكار المحنطة التي عفا عليها الزمن، وأصبح التفاؤل سلعة نادرة يصعب تداولها داخل المجتمع وتضافرت حزم الأزمات لتصنع واقعاً مريراً يتجرعه المصريون.. لم يعد المرء قادراً علي استيعاب كل التفاصيل، وصار إعمال العقل شيئاً من الجنون، واختلفت جميع الأوراق وتلاشت الخطوط الفاصلة بين الثوابت والمتغيرات، وصار كل شيء مستباحاً..

يواصل نشأت الديهي حديثه قائلاً:

لكن المحزن حقاً أن أحداً لم يفكر في وطن يسير بلا جدول أعمال بلا أجندة.. بلا أولويات.. ولم تعد كلمة وطن تعني الكثير، فهناك من يقول متسائلاً: متر الوطن بكام؟!، ويعني إيه كلمة وطن!.. لقد انصرف الجميع الي مصالحهم الشخصية وانفضوا من حول الوطن، بيد أننا نعيش مأزقاً

تاريخياً.. لكن لا يمكن ان نستمر عند هذا الحد من التراجع .. بيد أن خطوة واحدة الي الخلف ستدفع بنا جميعاً الي الهاوية التي نقف عند حافتها، ان بقاءنا في نفس المكان وبنفس المكانة يمثل وضعاً كارثياً لم تشهده البلاد منذ أمد بعيد، وبمرور الوقت يتبدد الأمل وتنفلت من بين أيدينا كل فرص النجاة.. ولم يبق أمامنا من نور الدنيا سوي ضوء خافت يمكن أن نهتدي به للخروج من النفق المظلم كي نشارك في معركة البقاء ثم الانطلاق الي آفاق المستقبل المأمول إذن من أين تبدأ المعركة؟..

المعركة ياعزيزي نشأت الديهي، قد بدأت بالفعل بقيام ثورة 25 »يناير«المجيدة، التي ستنقل الوطن الجريح الي دولة مدنية حديثة ديمقراطية، كما تعهد بذلك المجلس العسكري الحاكم... والوطن بدأ يتخلص من آلام جراحه، ونعلم أن المشوار طويل جداً ولكن سيظل الشعب الذي فقد الأمل طويلاً حارساً أميناً علي تثبيت كل مكتسباته السياسية الجديدة، ولن يتراجع عنها قيد أنملة..

مستقبل الوطن الآمن بيد الأحرار الذين سيضربون بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه النيل منه..