رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لغز زيارة المفتى إلى القدس!

زيارة الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية إلى القدس، التى أقامت الدنيا ولم تقعدها على رأسه، غير مفهومة الأهداف حتى كتابة هذه السطور، خاصة أن الرجل نفسه لم يخرج معلنًا أسباب ذلك إلا فى سطور قليلة مفادها أنه قام بذلك بدافع شخصى وليس من واقع مسئوليته كمفتٍ للبلاد!!

. وفى ظنى أن هذه الزيارة سياسية بالدرجة الأولى، ولها أهداف كثيرة غير معلنة، وستكشف عنها الأيام لاحقًا.. ولا أعتقد أن المفتى بسذاجة حتى يعرِّض نفسه لهذا الهجوم الشديد الذى يتعرض له بسبب إقدامه على هذه الزيارة غير المبررة، وليس من حق المفتى وهو الذى يعتلى عرش أكبر دار إفتاء فى العالم الإسلامى أن يقوم بمثل هذه السذاجة بزيارته للقدس، وهو يعلم أن هجومًا شديدًا سيتعرض له.
لو كان المفتى كما أعلن أنه قام بالزيارة بدافع شخصي، لفعل ذلك من الحدود المصرية، لكنه قام بذلك من الحدود الأردنية، فالمفتى عمل حساب هذا الهجوم الشديد الذى يتعرض له، وتم التنسيق مع السلطات الأردنية وتحديدًا مع مستشار الملك الأردنى للشئون الدينية بصفته المشرف على المقدسات الإسلامية بالقدس.. وهذا يدفعنا إلى أن زيارة المفتى إلى القدس كانت تحمل دلائل أخرى ستكشف عنها الأيام فيما بعد، وأعتقد أن هذه الزيارة تأتى فى إطار مهمة سياسية غير معروفة المعالم مع الكيان الصهيوني، والدليل على ذلك هو أن الأخوة الأقباط الذين زاروا القدس ووصلوا إلى كنيسة القيامة، تعرضوا لمواقف سلبية كثيرة من السلطات الإسرائيلية، بخلاف ما حدث للدكتور على جمعة الذى كان كل شيء مذللاً ومهيأً أمامه، ما يعنى أن هذه الزيارة لها أبعاد أخرى سياسية غير معلنة وغير معروفة للعامة من الناس.
ثم لماذا تأتى هذه الزيارة فى هذا التوقيت بالذات؟!.. وما الهدف منها؟!.. ومن وراء تدبيرها؟!.. العقل والمنطق يرفضان تمامًا ما يقال إن الهدف منها شخصي، وإن الرجل العالم الذى يعرف ماذا يفعل والنتائج المترتبة على فعله، ستجر على رأسه وجع الدماغ، ويقدم على مثل هذه الخطوة!!.. فجلال منصب المفتى لا يمكن أن ينفصل عن تصرفاته الشخصية.. والذين يطالبون المفتى بتقديم استقالته والاعتذار عن خطيئته والتوبة إلى الله على فعله، نسوا تمامًا أن يطلبوا من المفتى الاجابة عن سؤال واحد وهو

من دفعك إلى الاقدام على هذه الفعلة النكراء؟!.
وهناك ثلاث اجابات لهذا التساؤل الأولى هى أن الشيطان غرر بك وجعلك تنسى دم الشهداء والقتلى والمذابح التى ترتكبها إسرائيل، وتصرفات الاحتلال الصهيونى الغاشم ضد الفلسطينيين.. ولا أعتقد ذلك.. والاجابة الثانية: انك لديك رغبة فى الصلاة بالمسجد الأقصى وغرر بك الإخوة الأردنيون المتعاملون مع الصهاينة منذ نشأة إمارة شرق الأردن قديمًا.. ولا أعتقد ذلك أيضًا والاجابة الثالثة: ان هناك من دفعك من المصريين للاقدام على هذه الخطوة لتحقيق هدف واحد وهو إلهاء الناس عن التفكير فى أخطر فترة تمر بها مصر حاليًا وشغلهم بهذه الزيارة.. وهذا أقرب إلى الصواب.
ولذلك فإننى أرى أن هناك مبررات سياسية خطيرة وراء هذه الزيارة الغريبة وفى هذا التوقيت بالتحديد، ليس فقط بهدف التطبيع الدينى مع إسرائيل، وإنما هناك أهداف أخرى غير معلنة، وستكشف عنها الأيام بعد ذلك.. وعلى كل الأحوال لقد أخطأ المفتى فى حق نفسه وفى حق المؤسسة الدينية التى ينتمى إليها ويتربع على عرشها، وفى حق كل المصريين الذى يكنون له كل تقدير وتبجيل، وفى حق كل المسلمين العرب الذين يحملون فى قلوبهم حبًا خالصًا لدار الافتاء المصرية التى تتربع على عروش الافتاء فى العالم الإسلامى.
المبررات التى ساقها المفتى بشأن زيارة القدس غير مقبولة، والأكرم والأفضل له الآن أن يخرج ويعلن الحقائق كاملة بشأن هذه الزيارة ويعلن من كلفه بهذه «المهمة» التى قللت من شأنه.. وكذلك ما الدافع وراء هذه الزيارة!!