رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عشم إبليس

عودة الأموال العربية من الخارج التي نهبها الحكام العرب من شعوبهم، مثل »عشم ابليس في الجنة«.. فالذي يضمن دخول الشيطان الجنة، يضمن عودة هذه الأموال المنهوبة.. أين أموال الرئيس التونسي وأسرته وأعوان نظامه؟!.. هل عادت هذه الأموال إلي الشعب التونسي؟!.. وأين أموال الرئيس السابق حسني مبارك وأسرته وأعوان نظامه؟!.. وأين أموال الرئيس العنيد القذافي وأسرته؟!.. كل هذه الأموال التي خرجت من تونس ومصر وليبيا، استقرت لصالح الغرب وليس لصالح الشعوب العربية التي تئن من الجوع والفاقة.. وكما قلت بمقال الأمس: إن المستفيد الأول من الحكام الطغاة بالدول العربية، أمريكا ودول الغرب.

الغنائم العربية يقتسمها الآن العالمان الأمريكي والغربي، والخاسر الوحيد في مرحلتي ما قبل الثورات وما بعدها هو الشعوب العربية.. خسرت الشعوب في حكم الطغاة حريتها وكرامتها، وتجرعت كأس المرارة، وتكبلت بحكم الحديد والنار والاعتقال في السجون.. وخسرت الشعوب أموالها المنهوبة علي يد حكامها.. واستفاد منها من كانوا حراساً عليها في البنوك الغربية، ومن خلال الاستثمارات الضخمة التي قام بها الحكام في أمريكا وخلافها في الدول الغربية.. الشعب العربي في أي بلد عربي قامت فيه ثورة أو لم تقم بعد، خاسر خسراناً مبيناً، بسبب تسلط حكامه، وتربص أمريكا والغرب به.. ويخطئ من يظن أن امريكا تريد خيراً للشعوب العربية، ومنذ متي حدث ذلك؟!.. أليست هذه أمريكا التي استخدمت حق الفيتو مؤخراً ضد المشروع العربي في مجلس الأمن الذي يطالب بإصدار قرار إدانة لإسرائيل بسبب قيامها المستمر ببناء المستوطنات؟!.. أليست هذه هي أمريكا التي احتلت العراق وذبحت الرئيس صدام حسين في أحد أيام عيد الأضحي، كما يفعل المسلمون مع أضاحيهم.

أتعجب كثيراً جداً من الذين يثقون في أمريكا وأتباعها من دول الناتو؟!.. أتعجب كثيراً من الذين يأملون خيراً من أمريكا، هي التي تكيل لهم يومياً الغل والشر، أليست

هذه هي أمريكا التي تنظم جرائم محكمة ضد الشعوب العربية.. فهي التي صنعت الطغاة العرب وهي التي تساعد الآن في التخلص منهم.. وكل ما أبغيه أن تترك أمريكا ثورات الشعوب العربية وحالها، حتي يتنفسوا الصعداء.. بدلاً من الاصطياد في الماء العكر.. وكفي ما نهبته وأتباعها من أموال هذه الشعوب التي هربها الحكام العرب.. ولو أن امريكا فعلاً جادة وتسعي في سبيل نشر الحرية والديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية للشعوب المقهورة، تقوم علي الفور باتخاذ الإجراءات الكفيلة بعودة الأموال العربية إلي أصحابها بالدول العربية وفي أسرع وقت.. ولا اعتقد أبداً أن امريكا تفعل ذلك!!

الثورات في الدول العربية لا تريد حرية أمريكا ولا ديمقراطيتها، لأن الشعوب العربية تعرف تماماً أن السياسة الامريكية لا تبغي سوي نشر الفوضي في كل البلدان العربية.. والسعي إلي التخريب ونهب خيرات هذه الدول.. وعموماً فإن لصوصا أمريكيين سرقوا لصوصاً من الحكام العرب.. وضاعت الأموال العربية هباءً منثوراً..

ولا أعتقد أبداً أن الشعوب العربية المقهورة لسنين طويلة، ستنطلي عليهم بعد الثورات التي خلعت وستخلع باقي الطغاة، كل الألاعيب والخدع الأمريكية والغربية.. إن الثوار العرب استوعبوا الدرس، فلن يقبلوا طغاة بعد اليوم.. ولن تخدعهم أمريكا أيضاً بعد اليوم..