رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هل لوزير الأوقاف.. رأى آخر؟!

فى زمن العهد البائد أصدر حبيب العادلى بالاتفاق مع وزارة الأوقاف، قراراً بإغلاق المساجد بعد أداء كل صلاة، ونفذت الأوقاف القرار بشكل صارم، كان القرار بهدف منع أية ندوات أو لقاءات داخل المساجد، وفرض السيطرة الكاملة على كل المترددين على المساجد... وكان ذلك يأتى فى إطار الحملات الأمنية المتشددة لاعتقال المترددين على المساجد، كان جهاز أمن الدولة المنحل يعتقل الذين يواظبون على الصلاة فى مواعيدها.. وليضمن الأمن من وجهة نظره تصرفات هؤلاء، صدر قرار إغلاق المساجد عقب كل صلاة.

ولأن وزارة الأوقاف التابعة لها المساجد كانت تستغرب مثل هذا القرار الغريب والعجيب، ولعدم قدرتها على منع مثل هذا التصرف من جانب وزارة الداخلية وتحديداً من «العادلى»، بررت إغلاق المساجد بأسباب واهية هى نفسها غير مقتنعة بها فراحت تردد أن اللصوص تسرق متعلقات المساجد من نجف وسجاد وخلافه!!!.. فى حين أن أى مسجد تابع للأوقاف به لا يقل عن أربعة أشخاص معينين من الوزارة الأول إمام المسجد وخطيبه، والثانى المؤذن والباقيين للنظافة والحراسة. وهناك تبرير آخر ساذج جداً وهو أن الشحاذين يجلسون بين الصلوات داخل المساجد وأحياناً يغلبهم النوم..
هذه الأسباب الواهية غطاء لقرار «العادلى» بإغلاق المساجد على المزاعم التى كان يرددها بأن المساجد أصبحت بؤراً إجرامية إرهابية ويجب منع الإرهاب الذى يحدث.. وأذكر اننى فى بداية صدور قرار إغلاق المساجد بين الصلوات، كتبت قائلاً: طالما أن المساجد من وجهة نظر العادلى يمارس فيها الإرهاب، فالأجدر إغلاقها طوال اليوم وبلاش تأدية الشعائر!!!.. طبعاً كنت أقصد السخرية من قرار وزير الداخلية حينئذ!!!... ومن غرائب الداخلية أيضاً ما امتثلت له وزارة الأوقاف عندما قالت انه يجب توحيد الأذان فكل مساجد القاهرة مثلاً يقام فيها أذان واحد عن طريق مكبرات الصوت، وهناك ـ أقصد فيما مضى ـ أن الداخلية كانت تعتزم وقف قرآن الفجر لأن هناك جماعة اشتكت

للداخلية من صوت القرآن وأنه يزعجهم أثناء نومهم!!
وقامت ثورة 25 يناير، وقبع «العادلى» خلف الأسوار ولاتزال قراراته غير الطبيعية التى نفذتها الأوقاف سارية المفعول حتى كتابة هذه السطور، وتم خلع رأس النظام الذى كان يوافق على أى قرار للعادلى ولاتزال المساجد تغلق بين الصلوات.. فهل هذا يرضاه منطق أو يقبله عقل رشيد؟!.. وسألت نفسى سؤالاً لماذا لا تحرر وزارة الأوقاف نفسها من قيود «العادلى» التى لاتزال مفروضة عليها؟!... وقلت لنفسى هل أمن الدولة ـ عفواً الأمن الوطنى الجديد ـ لا يزال يطالب الأوقاف بتنفيذ هذه القرارات الخاطئة؟!...
فى ظنى أن هذا غير وارد على الاطلاق، ولا أعتقد أن وزارة الأوقاف ترضى لنفسها بعد الثورة أن تكون أسيرة لمثل هذه القرارات البلهاء.. ولذلك أطالب السيد وزير الأوقاف، وهو رجل نكن له كل احترام وتقدير بتفسير هذه الظاهرة الشاذة والغريبة... ولا أعتقد أنه سيبرر إغلاق المساجد خوفاً من اللصوص أو المتسولين الذين ينامون فى المساجد...وطبعاً هو يعرف أن من كان يخشاهم العادلى من الاخوان والسلفيين باتوا الآن أصحاب أغلبية فى البرلمان، ومنهم من يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية!!
فهل يستمر قرار إغلاق المساجد أم أن قراراً سيصدر بفتحها بين الصلوات.. أم أن هناك رأياً ثالثاً لوزير الأوقاف؟!