رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طبول الحرب ضد الشعب المصري!!

الحرب الدائرة حالياً علي الصعود إلي السلطة بين البرلمان صاحب الأغلبية الإخوانية والسلفية والمجلس العسكري الحارس علي الثورة، دخلت إلي طريق مسدود وعاقبته وخيمة علي الشعب المصري المفتري عليه..

نذر الخراب تطل برأسها علي الوطن أكثر مما هو واقع بالفعل، والأزمات الاقتصادية باتت تأخذ أبعاداً أكثر من خطيرة، والمواطنون يتجرعون الذل والمرارة للحصول علي أبسط حقوقهم وخاصة في السلع الرئيسية.. والطوابير تزداد بشكل مخيف جداً خاصة أمام محطات البنزين ومستودعات البوتاجاز في مشهد لم أره منذ كنت طفلاً في حرب 1967 وحروب الاستنزاف وحرب 1973.
الذي يحدث هو أن المتصارعين علي السلطة لا يفكرون إلا في تحقيق مآربهم وتنفيذ رغباتهم وشهواتهم السلطوية علي حساب المواطن المسكين ومازلت أكرر أن المجلس العسكري ليس هو الرئيس جمال عبدالناصر حتي تتكرر أحداث 1954، التي دائماً ما تروج لها جماعة الإخوان، وتتخذها فزاعة.. ماذا يضير «الجماعة» لو أنها شاركت جميع الأحزاب والقوي السياسية في تشكيل الجمعية التأسيسية التي قضي القضاء ببطلانها؟ لماذا تتبع الجماعة سياسة الاقصاء بباقي القوي الوطنية والفصائل والتيارات السياسية؟ لماذا تصر علي الانفراد وحدها بوضع الدستور؟ ثم لماذا تصر علي إعلان الحرب وعلي من تعلن الحرب؟
الصراع الدائر علي السلطة حالياً الخاسر الوحيد فيه هو الشعب المصري، الذي ائتمن «العسكري» علي حراسة الثورة، وأعطي الأغلبية داخل البرلمان للإخوان والسلفيين، فهل يليق أن يتجرع الويل بعد ذلك؟ وكأن الجميع يعاقب المصريين علي القيام بالثورة المجيدة، فالوضع المأساوي الحالي الذي يعيشه المصريون من غياب أمني وارتفاع جنوني في الأسعار، وافتقاده للسلع الأساسية والمعاناة الشديدة التي تواجهه يومياً، لا تعني سوي أن المتصارعين علي السلطة يعاقبون هذا الشعب.. وكأن العقود الطويلة من الزمن التي تجرع فيها المصريون المهانة والذل لا تكفي وكأن

المصريين ارتكبوا حماقات عندما ثاروا لكرامتهم وإلا ما تفسير أن يتم استبدال الحزب الوطني بجماعة الإخوان والتيارات السلفية وتتصارع علي السلطة بنفس المنطق القديم لسياسة الرئيس المخلوع؟
لماذا نسي المتصارعون علي السلطة قوت المصريين الذين قامت بالثورة وخلعوا رأس النظام وحاشيته؟ إذا تصور هؤلاء المتصارعون أن المصريين سيقفون متفرجين علي هذا الأمر فهم واهمون، فميادين التحرير بطول البلاد وعرضها ستكون حائط الصد والردع لكل من تسول له نفسه أن يمارس البلطجة السياسية علي هذا الشعب القوي الذي لم تهدأ ناره.. صحيح أن الجميع يقف الآن مشدوهاً ومندهشاً لما يحدث، لكن ذلك لن يطول أبداً.. وسيواصل الشعب حماية ثورته وتنفيذ مبادئها.
لن يغفر التاريخ لهؤلاء المتصارعين علي السلطة ما يفعلونه في حق الوطن أولاً والمواطن ثانياً.. المفروض علي الجميع التخلي عن شوة السلطة والتخلي عن سياسة الاقصاء للقوي الوطنية، والتفكير جدياً في الجلوس علي مائدة حوار بهدف النهوض بمصر وعبورها إلي بر الأمان.
لن يغفر التاريخ للمتصارعين علي السلطة ما يفعلونه من قرع طبول الحرب الدائرة حالياً وترك قضية بالغة الأهمية وهي لم الشمل والعبور بالبلاد إلي مصر الجديدة.. مصر ما بعد ثورة 25 يناير.