رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سؤال إلى الشركة المصرية لإنتاج السجائر

قد يبدو ما أتناوله اليوم بعيداً ظاهرياً عن الشأن السياسى والأحوال التى تمر بها البلاد، لكن فى الحقيقة هو جزء لا يتجزأ من الأوضاع المتردية التى يمر بها الوطن.. فلا يستغرب القارئ العزيز أننى أتحدث عن السجائر، فهى مضرة جداً بالصحة وتصيب بالأمراض الفتاكة،

التى تقتل فى النهاية المدخن.. وهذه حقائق لا جدال ولا نقاش فيها.. لكن حديث الناس وتحديداً فى مصر لا ينقطع عن السجائر خلال هذه الآونة.. بدأت الأمور منذ حوالى ثلاث سنوات وشهدت مصر أزمة حادة فى إنتاج السجائر خلال عام الثورة الأول، وارتفع سعرها بشكل خرافى، ورغم ذلك أقبل المدخنون على شرائها..
فى هذه الفترة ظهرت أنواع من السجائر وتحديداً نوعين كبديل لإنتاج الشركة الوطنية ـ إيسترن كومبانى»، وباعها التجار بسعر المنتج الوطنى الغالى جداً، بعدها تم إغراق السوق المصرى بأنواع كثيرة جداً من السجائر، وتباع بأسعار قليلة جداً، ففى الوقت الذى يتم طرح إنتاج الشركة الوطنية بعشرة جنيهات للعلبة، نجد نظيراً لها يباع بسعر جنيهين، وشاهد المواطن المدخن ولايزال فى السوق هوة كبيرة وفارق سعر رهيباً بين المنتجين..
فى هذا الصدد تم أطلاق شائعات كثيرة جداً بشأن المنتج من السجائر الذى غزا السوق المصرى، وهناك من يقول أنه تم تهريب هذه السجائر إلى المصريين، وهناك من يقول إن هناك مصانع فى الأردن تنتج هذه السجائر وهى التى أغرقت السوق المصرى بالأسعار الرخيصة والزهيدة جداً، وهناك من يقول إن هذه السجائر بها مواد مسرطنة وتصيب الرجال والنساء بالعقم، وهناك من يقول ان هذه السجائر تضعف القدرة الجنسية لدى الزوجين، وهناك من يقول انها تصيب بالفشل الكلوى، وهناك من يقول انها تسبب الأمراض السرطانية فى وقت قريب... وهناك من يقول ان مستوردين يتعاملون مع إسرائيل ويريدون تدمير المدخنين المصريين خاصة الشباب... وهناك وهناك وهناك...
لا خلاف على الإطلاق فى أن كل السجائر المنتجة محلياً فى الشركة المصرية «إيسترن كومبانى» وغيرها من الذى يغزو السوق المصرى يسبب كل الأمراض التى قلتها سابقاً، فلا فرق بين المنتج محلياً وبين القادم من الخارج.. الكل يفتك با

لإنسان المدخن... فالمعروف أن التبغ يزرع فى المناطق الحارة وهى مناطق تهاجمها الحشرات والفطريات بشكل كبير وليس أمام مزارعى التبغ إلا استخدام المبيدات لمقاومة الفطريات والحشرات لضمان الحصول على التبغ.. هذه المبيدات هى التى تصيب بالأمراض، إضافة إلى المواد الأخرى المخلوطة بالتبغ خاصة مادة القطران.. كل ذلك يصيب بالأمراض...
يبقى أن هناك فرقاً كبيراً فى السعر، رغم أن تصنيع التبغ في السجائر، يحتاج الى العلبة التى يتم تصنيعها بمواصفات تكاد كلها تتشابه مع بعضها المحلى أو المستورد الذى يغزو السوق حالياً، إضافة إلى أن ماكينة تعبئة وتصنيع السيجارة واحدة فى المنتجين... فلماذا إذن السعر المحلى أغلى من المستورد؟! ولا يمكن أن يقبل العقل بأن تكلفة تصنيع السيجارة فى الخارج أقل من سعر تكلفتها محلياً، فالسعر واحد، فلماذا هناك فارق كبير فى سعر علبة السجائر المحلية والمستوردة من الخارج، ولا العقل يقبل القول بأن هذه السجائر ضارة والأخرى ليس بها ضرر.. فالكل كما قلت فيه ضرر بالغ على صحة الإنسان.
هذا التساؤل لا يمكن لأحد أن يجيب عنه إلا الشركة الوطنية المحلية.. فهل من إجابة.. أم أن على المصريين أن يضربوا رؤوسهم فى الحائط.. وبالمناسبة ليست هذه مشكلة السجائر فقط، وإنما معظم السلع الواردة من الخارج تباع بسعر أقل من المنتج المحلى.. إنها سياسة خرقاء تجعل الناس تتجاهل المنتج المحلى وتقبل على المنتج الخارجى!