رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بورسعيد باسلة.. وستبقي حرة

لو فتشنا في أحداث بورسعيد الأخيرة وما أعقبها من مواقف داخل المدينة الباسلة، سنجد فعلاً أن هناك أيادي خفية وراء احداث الفتنة ليس في المدينة الحرة وحدها وإنما في ربوع مصر كلها.. فمنذ قيام الثورة المصرية، وهناك أياد طويلة باتت اليوم معلومة،

للعبث بمقدرات الوطن واغراق البلاد في اضطراب طويل وفوضي عارمة، والمتأمل جيداً للوقائع سيجد أنها بدأت بأحداث ماسبيرو ثم محمد محمود ثم بورسعيد التي تحولت الان إلي مدينة غاضبة محتقنة ملتهبة، وقع نفر من أهلها في الفخ المنصوب لهم وعلت أصوات متطرفة تدعو إلي الانفصال عن مصر، وقام بعض هؤلاء النفر المتطرفين برفع علم اسرائيل وانزال العلم المصري.. بل زاد الطين بلة أن احد الاحزاب السياسية الجديدة عديمة الخبرة بدهاليز السياسة، شارك في ضياع هيبة القانون، مستغلاً عن قصد أو دون قصد حالة الاحتقان وراح يدعو إلي انتخاب محافظ للمدينة الحرة ضارباً بذلك هيبة الدولة في مقتل.
الذي فعله حزب الوسط في بورسعيد «خيبة قوية» بكل مقاييس عالم السياسة، إنه دعا إلي فتح باب الترشح لانتخاب محافظ للمدينة الباسلة، وشارك دون أن يدري في تأجيج الفتنة التي تدعو إليها جماعات الفوضي التي تريد أن تنال من مصر وتخريب الوطن.. لقد ساهم حزب الوسط المعدوم الخبرة في عالم السياسة، في مؤامرة تفتيت مصر دون أن يدري، بمعني أنه تحول إلي أداة في يد المخطط الأمريكي - الصهيوني الذي يسعي إلي تخريب البلاد وتقسيمها إلي دويلات صغيرة، وعدم عبور مصر إلي بر الأمان.
وليس لدينا أدني شك أن قيادات حزب الوسط يتمتعون بدرجة عالية من الوطنية وحب هذا البلد، لكن ما فعله الحزب في بورسعيد يعد بكل المقاييس نكسة كبري وخيبة أمل مروعة ومؤلمة.. هذا الفعل يدعو إلي كسر هيبة الدولة وهو جزء أصيل من المخطط الامريكي الذي قسم العراق والسودان وأخيراً ليبيا!!.. صحيح أن المدينة منذ المذبحة البشعة بدون محافظ وأن جميع المشروعات التنموية بها معطلة، وكذلك اعتماد البطاقات الاستيرادية متوقفة، وحالة الاحتقان تزداد يوماً وراء الاخر وحالة الناس

تزداد سوءاً علي سوء والهجوم يكثر من اعلام رياضي موجه ضد بورسعيد للنيل منها، إما عن طريق التعصب لنواد أخري وإما عن طريق جهل سياسي، يتسبب في عواقب وخيمة.. كذلك لا يعني أبداً أن يقدم حزب الوسط علي المشاركة في تأصيل مخططات الفتنة والدعوة إلي كسر هيبة الدولة!!
أمام هذا الموقف الملتهب في بورسعيد، نجد «حكومة الجنزوري» مغيبة عن الواقع، تركت الحبل علي الغارب لدعاة الفتنة والتطرف يفعلون ما يشاءون ويبثون نار الوقيعة بين بورسعيد والشعب المصري، فمنذ إقالة المحافظ وحتي كتابة هذه السطور لم يتم تعيين محافظ، وتعطلت مصالح الناس وبدأت الدولة وكأنها تعاقب بورسعيد، وملأ الناس - أعني أهلنا في بورسعيد - شعور قوي أن الحكومة تعاقبهم أشد مما كان يفعله النظام السابق البائد.. وهذا ما جعل دعاة التطرف والفتنة يرفعون شعارات بالانفصال عن حضن الوطن، وبذلك يكون «الجنزوري» وحكومته قد شاركوا دون أن يدروا أيضاً في الكارثة التي تتعرض لها بورسعيد.
إنني أناشد المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري والدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء سرعة تعيين محافظ لبورسعيد الان، لوأد الفتنة المشتعلة وسرعة الاهتمام بالمشروعات التنموية بالمدينة الحرة، لتفويت الفرصة علي دعاة التطرف والتخريب.. والأمر في بورسعيد لم يعد يحتمل تأجيلاً أكثر من هذا، لأن دعوات المتطرفين ورفع علم اسرائيل يصيبنا نفسياً بالأذي ويملأ قلوبنا بالحزن والتحسر..