رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

..ورحل فارس جديد

سقط فارس جديد من فرسان كتيبة جريدة «الوفد».. سقط الفارس الزميل مجدي حنا أحد المصورين الصحفيين الأفذاذ في مصر، رحل مجدي حنا عن عالمنا وإلي جواره كاميرته التي كانت لا تفارقه لحظة واحدة، وكانت سلاحه في مقاومة الفساد والظلم والطغيان،

وبعين ثاقبة كانت عدسة مجدي حنا تصطاد مساوئ النظام السابق، وبها حكي تاريخ مصر تحت حكم الرئيس السابق المخلوع.. لم تدع كاميرا مجدي حنا حدثاً دون تسجيله ونشره علي صحيفة «الوفد»، خاضت هذه الكاميرا معارك ضارية ضد الفساد، وكانت صوره بمثابة قنابل وصواريخ ضاربة ضد الفساد.
تلازمت مع مجدي حنا في

«الوفد» منذ ما يزيد علي ربع قرن، وكنا نحن الصحفيين في «الوفد» نتشاجر من أجل أن يصحبنا مجدي حنا في إجراء التحقيقات الصحفية وتغطية الأحداث فكانت صورته خيراً من ألف تحقيق صحفي، وخيراً من أعظم تغطية حدث من الأحداث التي سجلتها جريدة «الوفد» علي مدي تاريخها.. وأذكر في هذا الصدد حريق شيراتون هليوبوليس التي أتت النيران عليه ودمرته تدميراً، ظل مجدي حنا طوال عشرين يوماً يسجل تغطية هذا الحدث وانفردت «الوفد» بنشر أعظم صور سجلت كل وقائع هذا الحريق الذي هز مصر.. وكنت والزميل يسري شبانة نقوم بتغطية الحدث، فكانت صوره تحيرنا فيما نكتب، لأن الصورة كانت خيراً من ألف كلمة.
عشق مجدي حنا عمله في صحيفة «الوفد» كباقي الزملاء العاملين في الصحيفة، يخرج في الشارع يسجل بعدسته كل ما هو خطأ وغير مألوف، ويتابعه علي الصحيفة حتي تخرج صوره إلي النور.. شارك مجدي حنا في ثورة 25 يناير وسجل وقائعها كاملة منذ اندلاع الثورة وحتي وافته المنية.. لم يبخل بوقته علي العمل، ولما تولي رئاسة قسم التصوير الصحفي بـ«الوفد» كانت تعليماته صارمة للزملاء المصورين، يدربهم ويعلمهم ويشد من أزرهم ويقف إلي جوارهم ويبث فيهم روح العشق للصحيفة ويحكي لهم الذكريات التي خاضها مع زميلنا العزيز عبدالوهاب السهيتي- أطال الله في عمره- تعلق مجدي حنا بالجريدة لدرجة أنه كان لا يبرحها إلا قليلاً.
كنت أجري اتصالات كثيرة مع مجدي حنا في
أوقات متأخرة من الليل أناقشه في هموم التصوير الصحفي، وما يجب أن يفعله الزملاء المصورون الجدد الذين التحقوا بالعمل في الصحيفة، وكانت له آراء كثيرة بشأن الصورة الصحفية.. وقد حكي لي مجدي حنا تجربة له مع الراحل الكريم الأستاذ مصطفي شردي، عندما حكي له كيف أنه صور العدوان الثلاثي علي بورسعيد، وكيف كانت صور «شردي» التي فضح بها العدوان والتي قام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بعرضها علي العالم، لبيان بشاعة العدوان الثلاثي.. قال لي مجدي حنا إنه كان يتخذ «شردي» مثلاً أعلي في فن التصوير الصحفي، وأنه وهب حياته كلها من أجل الصورة الصحفية.
وقد تدرب علي يد مجدي حنا الكثير من الزملاء الذين يسيرون علي دربه ونهجه، فنم يا صديقي العزيز قرير العين، فهناك من تلاميذك من يسيرون علي دربك ونهجك، ويطمئن فؤادك وقلبك أن هناك فرساناً حملوا الراية من بعدك ضد الفساد والقهر والظلم.
رحم الله مجدي حنا الذي ترك في نفوسنا ألماً وفي قلوبنا وجعاً، وفي شعورنا حزناً، لكن مآثرك ستظل باقية أبد الدهر، وخلقك الرفيع سنظل نذكره، وصورك الأكثر من رائعة ستظل نبراساً وهدي لنا في بلاط صاحبة الجلالة.. ولا نملك إلا الدعاء لك ونعزي أنفسنا في فقدانك وكل من فقدناهم من فرسان جريدة «الوفد» الذين أحسنوا العمل وجاهدوا في سبيل إعلاء كلمة الحق.
وإنا لله وإنا إليه راجعون