رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حاكموهم.. وحاكموهم

الذى قاله المحامى عبدالفتاح الجندى عضو فريق الدفاع عن حبيب العادلى يجب ألا يمر دون إجراء تحقيق فورى فيما يتعلق بقيام أمن الجامعة الأمريكية بإطلاق الرصاص على المتظاهرين فى التحرير خلال الأيام الأولى للثورة فى العام الماضى، وكذلك بشأن اتهامه شركة «موبينيل» بالتواطؤ مع إسرائيل لتحرير المكالمات والتجسس على الاتصالات.. الواقعتان خطيرتان وتحتاجان إلى تحقيقات على أعلى مستوى، ويجب ألا يترك ذلك على اعتبار أن دفاع العادلى يربك المحكمة أو أنه يريد أن يضع هيئة المحكمة فى متاهات قانونية، لإفلات «العادلى» وأعوانه من حبل المشنقة..

الواقعة الأولى فيها اتهام صريح وواضح دون لف أو دوران، بأن أمن الجامعة الأمريكية  تورط فى اطلاق الرصاص على الثوار، ودعنا لا نشكك فى ذلك، فليس من الطبيعى أن الدفاع الذى يضم محامين كباراً يمكن أن يقوم بعملية تضليل كهذه لهيئة المحكمة... لا أحد يستطيع أن يجزم بصدق ما يقوله الدفاع، لكن الجامعة الأمريكية أصدرت على الفور بياناً نفت فيه جملة وتفصيلاً، وأكدت الجامعة فى بيانها أن أفراد الأمن لديها من المصريين وغير مسلحين علي الإطلاق وأشارت الجامعة الأمريكية إلى أنها لا تملك كاميرات بحرمها ولا أى تسجيلات فيديو بهذا الشأن.
يبقى إذن هو أن الدفاع عن «العادلى»، لديه إصرار شديد على أن يشعب القضية إلى متاهات قانونية، مثلما فعل المحامى الآخر الذى ترافع أولاً عن «العادلى»، وهو البطاوى، الذى أربك المحكمة فى متاهات قانونية، قد تحتاج إلى سنوات طويلة للتحقيق فيها وكشف ملابساتها، وبالتالى إبعاد حبل المشنقة عن جزار الداخلية الذى قتل الثوار ورمّل الزوجات ويتَّم الأطفال، ولم يكتفِ الدفاع بذلك فحسب، وإنما وجه اتهاماً صريحاً إلى شركة «موبينيل» بالتواطؤ مع إسرائيل.. وإذا كان هذا الاتهام صحيحاً فى علاقته بقاتل الشهداء؟!.. لا أحد يستطيع أن يجزم بصحة ما يقوله

الدفاع الذى وزع الاتهامات يميناً ويساراً.. لكن الذى يمكن أن يتم جزمه فى هذا الحديث هو الدخول فى قضية قتل المتظاهرين فى متاهات قانونية..
رسالة الدفاع التى وجهها إلى هيئة المحكمة خلال المرافعة، هى الدخول فى متاهات قانونية لا حصر لها،تحتاج الى تحقيقات موسعة تطول لفترات زمنية، ما يعنى أن هناك التفافاً حول القضية الرئيسية وهى دماء الشهداء التى سالت والمصابين الذين يعانون حالياً من إصابات مزمنة.. الذى فعله دفاع «العادلى» هو نفس النهج الذى فعله فريد الديب فى الدفاع عن الرئيس المخلوع حسنى مبارك..
الديب كان واضحاً فى استهزائه بالمصريين، أما دفاع «العادلى» فراح يوزع الاتهامات يميناً ويساراً، وهو بذلك يستهزئ بالمصريين ويسخر منهم على نفس طريقة الديب... الذى نعرفه أن حبيب العادلى كان جزاراً بكل المقاييس وقتل المتظاهرين الذين ارتفعت أعدادهم فى الأيام الأولى للثورة.. ومن حق أسر الشهداء أن يروا قصاصاً عاجلاً.. ومن حق الشعب المصرى أن يرى العدل السريع، لا أن يطول أمد القضية وتضيع حقوق الشهداء والمصابين.. ولو أننا أمام محاكمة فورية ما سمعنا بهذا الهراء من هنا وهناك... الذى فعله «العادلى» و«مبارك» ودفاعهما يستحق الآن وفى أسرع ما يكون محاكمة ثورية وعاجلة.