رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«حواء» ثائرة صغيرة

كانت مفاجأة لى يوم «الأربعاء» الماضى، عندما استيقظت من نومى ووجدت أصغر بناتى «حواء» تطالبنى بسرعة ارتداء ملابس خاصة أن هذا اليوم هو إجازتى، لم أفهم سر عجلة «حواء» من ذلك،حتى فاجأتنى بأنها جاهزة للذهاب إلى ميدان التحرير، وكان سؤالى لها على الفور ولماذا تذهبين إلى التحرير قالت: أشارك فى استمرار الثورة...

ألا تخافين أن ينالك مكروه، فهناك تحذيرات شديدة بأن هناك مؤامرات تحاك ضد المصريين الذين سينزلون الميادين يوم 25 يناير..
قالت: لماذا أخاف؟.. حتى لو أصابنى الموت، فإن هناك قبلى كثيرون استشهدوا.. وآخرون أصيبوا من خريجى مدرستى وماذا تريدين من المشاركة فى التحرير؟
أشارك المصريين فى استمرار الثورة حتى تتحقق مطالب الناس فى القصاص من القتلة الذين قتلوا آباء زملائى.
هناك قضاء يحاكم هؤلاء القتلة!
قالت: أشعر أن هذه مسرحيات، فالمحامون سيخرجونهم أبرياء وتضيع حقوق الشهداء.
لم ينته الحوار مع «حواء» وارتديت ملابسى وتوجهت فوراً إلى ميدان التحرير،  وكانت السعادة البالغة تملأ وجه صغيرتى والابتسامة لا تفارق شفتيها.. رفضت ركوب السيارة وقررت أن تذهب مترجلة على قدميها، وتشارك فى المسيرات المتجهة إلى الميدان. وكنت أرقب تصرفاتها عندما كانت كل المطالب تنادى بحق الشهيد والقصاص من القتلة، كانت تردد بكل جوارحها «دم الشهيد مش حيضيع»..
فعلاً دم الشهيد لن يضيع هدراً طالما أن هناك هذا الإجماع الشعبى على القصاص من القتلة، وطالما أن الثورة مستمرة حتى تتحقق جميع المطالب للأمة دون نقصان.. فمن «حق حواء» وجميع أقرانها الصغار الذين استشهد آباؤهم وإخوانهم أن يروا قصاصاً عاجلاً فيمن ارتكبوا جريمة القتل بحق هؤلاء الشهداء البررة.. فى الميدان رأيت صغيرات كثيرات ثائرات ينادين بالقصاص واستمرار الثورة وعلى وجوههن البريئة علامات الحزن الأسى، يحلمن بحياة كريمة هانئة.. وقد أصابتنى

قشعريرة هزتنى هزاً وعيون الثائرات الصغيرات ترنو إلى جنازة رمزية تطوف بالميدان..
لعنت اليوم الذى شهدت فيه البلاد ظلماً وطغياناً، ولعنت كل الذين تجرأوا على سفك دماء هؤلاء البررة من شهداء مصر فى يوم الثورة 25 يناير و28يناير وفى أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو.. من حق هؤلاء الأطفال الصغار أن يروا قصاصاً عادلاً فيمن تسبب فى فقد آبائهم أو إخوانهم أو أمهاتهم.. من حق هؤلاء الأطفال الصغار أن تهدأ قلوبهم، ويشعروا بالأمن والاستقرار النفسى أولاً قبل كل شىء.. ولن يتحقق ذلك دون عقاب رادع ضد كل من سولت له نفسه أن يطلق رصاصة غادرة أو قنبلة غاز فى صدور وأجساد هؤلاء الشهداء.
ولتطمئن «حواء» وأقرانها الصغيرات وزملاؤهن الأولاد أن الثورة مستمرة،ولن تهدأ أبداً قبل أن تتحقق مطالب الشعب المصرى وعلى رأسها حق الشهيد والقصاص من قاتليه.. فالشعب الثائر لن يرضى أبداً بشىء مما يجرى من محاكمة صورية هزلية،ومن يقومون بالدفاع عن هؤلاء القتلة.. الشرعية الثورية هى الوحيدة التى يجب أن تصدر أحكامها ضد هؤلاء الطغاة الظلمة الذين أسالوا الدماء أنهاراً، والذين لم يراعوا الله فى هذا الشعب العظيم.