رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حاكموا.. فريد الديب

لم أكن متجاوزاً عندما قلت: إن المحاكمة التي تجري بشأن الرئيس «المخلوع جداً» حسني مبارك، هي مسرحية هزلية بكل المعايير والمقاييس، وإن ما يدور خلال جلسات المحاكمة هو استفزاز للشعب المصري، وسخرية من شهدائنا الأبرار، ومصابينا الذين يعيشون الآن بعاهات مستديمة.. فعلاً لم أكن متجاوزاً عندما قلت: إن المحاكمة ضحك علي ذقون الناس،

وتثبيت لخلق الله في مصر الذين قاموا بأعظم ثورة في تاريخ البشرية.. وكنت محقاً عندما ناديت بضرورة تشكيل محاكمة ثورية للمخلوع وأعوانه وسدنة حكمه البائد.. فالشرعية الحقيقية هي الشرعية الثورية ولا غير ذلك.. وأن ما يحدث ويجري الآن ابتداءً من توجيه الاتهامات، ومروراً بمرافعات النيابة وانتهاءً بمرافعات الدفاع التي يقوم بها رجل لا يشعر بنبض الشارع ولا قيمة الثورة المباركة في البلاد، انما هو عبث في عبث، ومسرحية هزلية ممقوتة تشير الاشمئزاز، بل والضيق والحسرة، وقلة الذوق أيضاً.
عندما يقول فريد الديب المحامي: إن المخلوع لا يزال رئيساً للبلاد وقرار التنحي باطل، ويجب نقله الي مقر الرئاسة، وأن من يعترض علي ذلك يعاقب بالسجن المؤبد، فإن أقل وصف يمكن أن ننعت به صاحب هذا الكلام الفارغ، أنه شخص لا يستحق أن يحيا بين المصريين الشرفاء، وانه عدو الثورة اللدود، ويجب علي الفور تقديمه الي المحاكمة بتهمة الاستهزاء من جميع المصريين، لأنه يلوث ثورتهم، وينال من كل طفل وامرأة وشاب ورجل وعجوز شاركوا في ثورة مصر الرائعة.. إن الكلام الفارغ الذي يقوله محامي المخلوع، لا يصدر إلا عن رجل فقد وعيه أو لا يدري ما يدور في البلاد، بل ان مرافعته تدعو الي عدم استقرار البلاد، وشغل الناس باستفزازاته المقززة.
لقد وصل بغي الرجل علي المصريين، أن شبَّه المخلوع بمحمد بن عبدالله (ص)، وأن شعب مصر كله كافر برسالة المخلوع، كما كفر أهل مكة والطائف في بداية الرحلة المحمدية بالرسول الكريم (ص)... ألم أقل إن هذا الرجل فقد عقله وخانه الصواب، وراح يهذي بتخاريف كمن يدافع عنه.. فلا «مبارك» هو محمد بن عبدالله، ولا شعب مصر العظيم هو كفار مكة والطائف... والتشبيه من أساسه باطل، بل تجاوز للحدود أكثر مما يجب،

والذي يشبه المصريين بالكفار تجب محاكمته فوراً علي هذه التهمة الباطلة، وكذلك من يشبه ظالماً مثل «مبارك» بالرسول (ص)، تجب محاكمته علي هذه التجاوزات.
إنني أدعو باسم الشرعية الثورية أن يحاكم فريد الديب بثلاث تهم: الأولي هي الازدراء من الشعب المصري، والثانية بتهمة تشبيه المصريين بالكفار.. والثالثة بتهمة تشبيه ظالم بالرسول الكريم... انها تهم ليست موجودة في القانون الذي وضعه المخلوع، لكنها تهم موجودة في أي شرعية ثورية... ومصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، تعيش في شرعية ثورية حتي تتم مدة انتهاء حكم المجلس العسكري في 30 يونيه القادم، وتسليم الحكم الي سلطة مدنية منتخبة.
مرافعة الديب بمثابة فصل أخير في مسرحية المحاكمة الهزلية للمخلوع وسدنة حكمه الظالمين، ولأنه شاهد الفصول الهزلية الأولي للمحاكمة، فكان الفصل الأخير من هذا الهراء.. ورأيناه يتجاوز الحدود، بل ويوجه إهانات بالغة الي الشعب والاستهزاء بثورته ونضاله لإبعاد الظالم وأعوانه عن الحكم... فلا القانون الحالي الذي يحاكم به مبارك يصلح، ولا عملية التثبيت تنفع علي شعب مصر، ولا المحاكمة الهزلية يرضي بها أحد، والمفروض تقديم النظام السابق كاملاً، وعلي رأسه المخلوع أمام محكمة ثورية، تعاقب هؤلاء جميعاً علي كل جرائمهم التي ارتكبوها في حق مصر والمصريين.
إذا كانت المسرحية الهزلية اقتربت علي النهاية، فإن البداية الحقيقية للشعب المصري لم تبدأ بعد عن طريق المحاكمة الثورية، ولا غيرها... وزيادة عليها محاكمة الديب وأمثاله الذين يستهزئون بالمصريين.