عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصداقية الحوار

من مكاسب ثورة الشباب في 25 »يناير«، إجبار النظام علي إجراء حوار مع الأحزاب والقوي المعارضة، بما فيها الشباب المرابط في ميدان التحرير الذي يصر علي رحيل مبارك، وكذلك جماعة الإخوان المسلمين التي حققت اعترافًا قويا بشرعيتها كانت تتمناه منذ زمن بعيد. فالثورة التي حققها الشباب، نجحت في تغيير مفاهيم كثيرة كانت مغلوطة طوال حقبة طويلة من الزمن.. لكن يبقي هل يكون الحوار مجديا في ظل تمسك الرئيس مبارك برئاسة الحزب الوطني؟!.. وفي ظل عدم اعتراف الشباب في ميدان التحرير ومفجري الثورة بجدوي هذا الحوار؟!.. وهل الحوار سيأتي بنتائج إيجابية في ظل التباين الشديد بين جميع القوي السياسية؟!

وصحيح أن الجميع أجمع علي رحيل »مبارك«، وهو نفسه تعهد بعدم الترشح لفترة رئاسية جديدة، كما تعهد عمر سليمان نائب الرئيس بضمان تنفيذ عدم ترشح مبارك.. لكن يبقي هل هذا كافٍ لنجاح الحوار الذي بدأ بالفعل؟!.. وبما أن السيد عمر سليمان رفض مطلب المعارضة بتفويضه في اختصاصات الرئيس، فإننا نري أن هناك أمرًا آخر لو تم اتخاذه، سيكون بمثابة حافز لجدية هذا الحوار.. هذا المطلب هو تنحي مبارك عن رئاسة الحزب الوطني... وكنا نتوقع أن يتم ذلك بعد استقالة هيئة مكتب الوطني، وتعيين حسام بدراوي أمينًا للحزب ورئيسًا للجنة السياسات، بعد رحيل صفوت الشريف وجمال مبارك.

وبما أن هناك عنادًا في عدم ترك الرئيس للسلطة، فلماذا لا يترك رئاسة الحزب الوطني في هذه الفترة بالتحديد مع إجراء الحوار مع فصائل المعارضة والقوي الوطنية.. فتخلي الرئيس عن الحزب الوطني يعطي إلي حد ما

مصداقية للحوار، ويساعد في كسر حاجز عدم الثقة بين القوي الوطنية والنظام.

استقالة الرئيس من الحزب الوطني، تضع هذا الحزب علي قدم المساواة مع باقي الأحزاب والقوي السياسية، وتضمن إلي حد ما نجاح الحوار للخروج بالبلاد من هذه الأزمة الخانقة ولا أتصور أبدًا أن هذا المطلب صعب تحقيقه، خاصة أن المخاوف كلها تنصب علي أن النظام يسعي فقط إلي امتصاص الغضب الجماهيري العارم، وسرعان ما ينقض النظام علي مكاسب الثورة كلها، وهذا هو الموقف الذي يخشاه الشباب مفجر الثورة... كما أن التصريحات التي أدلي بها قيادات الحزب الوطني مؤخرًا تبعث علي الخيفة والريبة، وقبلها المظاهرات المناوئة لشباب الثورة، والجرائم التي ارتكبوها في حقهم داخل ميدان التحرير.

من هنا بات ضرورة توحيد صفوف الأحزاب والقوي المعارضة، للحفاظ علي مكاسب الثورة، وضرورة اثبات حسن نية النظام بتخلي الرئيس مبارك عن رئاسة الحزب الوطني حتي تكون جميع الأحزاب علي قدم المساواة، مما يعني فصل الحزب الوطني عن الحكومة.. وهذا هو المدخل المهم لضمان جدية الحوار مع نائب الرئيس