عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«ضربة معلم».. وعقوبة «التجريس»

الصناديق الخمسة والثلاثون من الأحراز التى فضها قضاة التحقيق، كشفت عن تلقى عشر منظمات تمويلاً خارجياً من أمريكا وبعض الدول العربية الساخطة على مصر والعملية للأمريكان، ومن بين هذه المنظمات ثلاث أمريكية، ولايزال هناك صناديق أخرى لم يقم القضاة المنتدبون من وزارة العدل بفض وفحص ما بها..

وقد تزامن ذلك مع زيارة المبعوث الأمريكى «فيلتمان» للقاهرة ولقائه بالمجلس العسكرى، فى محاولة للتهدئة على حد وصف «فيلتمان» نفسه مع منظمات المجتمع المدنى.. وقال قضاة التحقيق إن الهدف من هذا التمويل هو زعزعة استقرار البلاد وإحداث الفوضى وإيقاع الفتنة بالبلاد طبقاً لما ورد على ألسنة بعض المقبوض عليهم فى قضايا التمويل الأجنبى.
وبصراحة رغم الأحداث الجسام التى مرت بها البلاد، وحالات الفوضى العارمة التى سادت ولاتزال والمظاهرات المستمرة سواء فى ميدان التحرير أو أمام مجلس الوزراء، أو الاعتصامات الفئوية، واجراء انتخابات البرلمان. كان ما يسعد المرء ويثلج صدره هو القبض على عدد من الخونة الذين حصلوا على تمويلات خارجية، وهو الأمر الذى نبهت إليه جريدة «الوفد» مراراً وتكراراً وحذرت من هؤلاء الذين يعيثون فى الأرض الفساد، وينشرون الفوضى والذين ينفذون مخطط الصهيونية العالمية لإضعاف مصر وإسقاط هيبة الدولة... ولذلك يعد من الأعمال الجليلة والعظيمة هو الكشف عن قضية التمويلات الخارجية، ففى الوقت الذى تتسول فيه حكومة الإنقاذ بالبلاد الأموال لسد احتياجات الناس، كانت أمريكا وأذنابها من الغرب والعرب يمولون خونة جبناء بالأموال لنشر التخريب والفوضى فى ربوع مصر، بهدف إسقاط هيبة الدولة تمهيداً لتنفيذ مخطط التقسيم.
وكشفت الأحراز التى تم فضها عن تورط شخصيات عامة وإعلامية وقنوات فضائية فى قضية التمويل الخارجى، وهذا ما جعل الولايات المتحدة تسارع بإرسال «فيلتمان» إلى القاهرة لمحاولة وقف عمليات المداهمة على أماكن الفساد فى منظمات المجتمع المدنى، ليس حباً فى هؤلاء المتورطين الخونة من المصريين ومن أبناء عروبتنا الخليجيين، وإنما بالدرجة الأولى خوف من تلطيخ سمعة الولايات المتحدة فى الوحل والطين.. صحيح أن هناك ثلاث منظمات أمريكية متورطة فى عمليات التخريب داخل مصر وإحداث الفوضى تحت زعم أنها تنشر مبادئ حقوق الإنسان وتدعو إلى الحرية والديمقراطية... وهى فى الحقيقة منظمات تضم جواسيس أمريكيين يعملون لصالح بلادهم وإسرائيل.
ما فعله المجلس العسكرى تجاه هذه المنظمات يعد بصدق «ضربة معلم» أتت فى الصميم لتقتلع أو تبتر فساداً حقيقياً ضد خونة مصريين وخليجيين وأمريكيين.. انها شبكة متداخلة كانت تهدف بالدرجة الأولى الى اسقاط هيبة الدولة، لكن أعين أبناء مصر كانت لها بالمرصاد حتى أوقعوها رغم الأحداث الكثيرة الضخمة التى مرت

بها البلاد.. إن ما فعله المجلس العسكرى تجاه هذه المنظمات التى يجرى التحقيق معها فى تورطها بتقاضى أموال من الخارج، يعد انتصاراً للوطنية المصرية، وأن هناك أعيناً ساهرة على حماية البلاد ومن أى معتدٍ يحاول أن يصطاد فى الماء العكر.. فالأحداث الكبيرة التى مرت بها البلاد هى بمثابة الماء العكر الذى حاول الخونة أن يلعبوا فيه ضد مصلحة الوطن والمواطنين.
الأحراز حتى الآن كشفت عن تلقى عشر منظمات لأموال خارجية، ولا تزال هناك أحراز كثيرة لم يفحصها قضاة التحقيق، ومن المنتظر أن تكشف خلال الأيام القادمة عن تورط شخصيات مهمة لها صولات وجولات وصوت عالٍ فى الحياة السياسية المصرية... ولقاء السفيرة الأمريكية بوزير العدل المصرى ومحاولتها إثناء قضاة التحقيق عن فتح ملف هذه التمويلات الخارجية باء بالفشل الذريع.. وكانت تصريحات وزير العدل تنبض بالوطنية الصادقة عندما قال ان الأمر متروك للقضاء المصرى ليقول كلمته بدون تأثير فى هذا الأمر.. وانتهى لقاء السفيرة الأمريكية بوزارة العدل دون إبدائها أى تصريحات، مما يعنى أنها أصيبت بخيبة أمل وصدمة عنيفة لفشلها الذريع فى التأثير على سير القضية.
ويبقى شىء مهم فى هذه القضية، وهو الإعلان الكامل عن تفاصيل هذه الجريمة النكراء فى حق مصر بعد انتهاء التحقيقات كاملة، فكشف هؤلاء الخونة مهم جداً ليصدر الشعب بحقهم عقوبة أخرى بعد عقوبة القضاء، وأعنى بها عقوبة «التجريس».. فمن حق الشعب المصرى أن «يجرس» هؤلاء الخونة الذين ضعفوا أمام إغراءات المال، وقبلوا علىأنفسهم أن ينفذوا المخطط الأمريكى ـ الصهيونى الذى يهدف الى اسقاط الدولة وتقسيم مصر الى دويلات صغيرة، ومن حق المصريين أن يشفوا غليلهم من هؤلاء الذين هانت عليهم أنفسهم وهان عليهم الوطن.