عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحكومة.. تتسول!

قالها الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء صراحة، ان حالة الاقتصاد المصري «طين»، ويسابق الرجل الزمن في تدبير مساعدات لمصر لانقاذ ما يمكن انقاذه فعلي مدار اليومين الماضيين التقي رئيس الوزراء أحمد عبدالعزيز القطان السفير السعودي بالقاهرة ومع سفراء الدول الكبري بالقاهرة، فمع السعودية بحث «الجنزوري» عن طوق نجاة عربي لإنقاذ الاقتصاد الوطني ومع سفراء الثماني الكبار استعجل المساعدات التي أعلنوا عنها لدعم دول الربيع العربي وفي مقدمتها مصر. ووعد السفراء بتسريع قدوم المعونة وتلبية احتياجات مصر المالية.

الدكتور كمال الجنزوري لم يخجل من الاعلان ان دول الثماني الكبري كانت قد وعدت بتقديم 25 مليار يورو والولايات المتحدة وعدت بتقديم 2.25 مليار دولار ودول الخليج 10 مليارات دولار.. ولا أحد من هؤلاء وفيّ بوعوده وتعهداته، ومرت الشهور منذ اندلاع الثورة وحتي الآن والبلاد تأكل من «لحم الحي» الاحتياطي النقدي.. لان مصر مع عظيم الأسف والتي كانت في يوم من الايام تحتلها الدول لاطعام جيوشها جاء عليها اليوم الذي تستورد فيه نصف غذائها من الخارج بسبب سياسات القهر والفوضي التي استمرت علي مدار عقود طويلة حتي قضينا علي الأرض الزراعية، وأصبح الفلاح يتبرأ من الارض أو الانتساب اليها.
جاء اليوم المشئوم الذي نتسول فيه من أمريكا والغرب ودول الخليج المساعدات المالية حتي تنهض البلاد من كبوتها... ويحزن المرء ويصاب بالاسي والحزن والامتهان من قول هذه الحقيقة المُرة، فالايام تمر والانتاج متعطل والاحتياطي يتناقص، ومن أعلنوا عن تقديم المساعدات يتنصلون من تعهداتهم، والحالة تسير من سيئ الي أسوأ، والناس لا تزال مصرة علي تعطيل العمل والانتاج... صحيح أن الحرية مهمة وضرورية ومن حق الجميع أن يعترض ويتظاهر ويعتصم وينظم الوقفات الاحتجاجية، لكن ليس

من حق أحد أن «يبلطج» عن العمل ويتعمد تعطيل الانتاج... من أين إذن نأكل أمام هذه الحالة التي لا تسر حبيباً ولا عدواً.. لقد علمت ان الأمر لو استمر 6 شهور أخري علي هذه الحالة سندخل عصر المجاعة الحقيقية.. ورغم أن غالبية الشعب المصري يعاني من الجوع بسبب الفقر المدقع، وسوء العدالة في توزيع الدخل إلا أن الأمر سيزداد سوءاً لو استمر علي هذا الوضع المزري.
فعلاً لقد أصابني الخجل الشديد وأنا أستشعر أن «الجنزوري» يتسول المساعدات من الغرب وأمريكا ودول الخليج وأصابتني حالة نفسية سيئة جداً أمام هذا التصرف من الحكومة المصرية.. لكن في الواقع أن «الجنزوري» الأكثر فينا استشعاراً للخطر القادم علي البلاد، وبسبب هذه الاوضاع السيئة، مما جعله طوال الاسابيع الماضية يقاتل في سبيل انقاذ البلاد من كارثة محققة تطل برأسها علي مصر.. وبما أن هذه الحكومة هي حكومة إنقاذ فأولي مهامها نجدة البلاد من الغرق المحقق الذي أوشكت عليه.
ليس أمام المصريين سوي خيار واحد وهو العمل والانتاج وتقوي الله في هذا الوطن الذي يجأر بالشكوي من هذه الفوضي العارمة التي تجري علي أرضه.