رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صوت العقل.. غائب!!

الكلام كثير والمبادرات أكثر والفضائيات ملأت الدنيا بأحاديث حول الكوارث التى تحدث فى ميدان التحرير ومجلس الوزراء، والواقع شىء آخر على الأرض، المعارك مستمرة والقتلى يتزايدون والمصابون يكثرون،.. هناك انفصام بين ما يجرى على الأرض وبين المتحدثين الذين صدعوا رؤوسنا بالكلام..

الكل يقوم بمزايدات لا فائدة ولا طائل منها.. لم يحدث حتى الآن وقف لتبادل اطلاق النار والطوب والمولوتوف.. وكنا نتوقع فى المؤتمر الصحفى الذى عقده المجلس العسكرى أن يكون هناك حل جذرى لما يحدث من مهازل.
انتهى المؤتمر الصحفى وجاء يوم جديد ومازالت وتيرة الأحداث تتزايد، والقتلى يكثرون وأصحاب العاهات والمصابون يتوافدون على المستشفيات، وكانت المحصلة فى النهاية أن كثرت حملات التشكيك والتخوين بين تيارات كثيرة وترك الجميع كارثة إراقة الدماء وراح كل طرف يكيل للآخر الاتهامات، أو يقدم أدلة وطنيته وبراءته من عمليات التخوين. فهل هذا منطق يرضى به أحد من الحكماء والعقلاء.. هل المزايدات والتخوين والتشكيك ينهى كارثة تقع علىأرض مصر؟
باسم كل مواطن غيور على هذا البلد، وباسم كل أم ثكلى فقدت ولدها باسم كل أب مكلوم وباسم اكل أسرة أصيب ابنها بعاهة، باسم الحرص على هذا الوطن الذى يتربص به الأعداء من كل جانب أن يتدخل حكماء وعقلاء الأمة لنجدة الوطن الجريح الذى يئن من تصرفات أبنائه سواء كانوا مسئولين أو غيرهم من المواطنين... فالوضع الحالى هو فوضى وعبث ومسرحية هزلية أبطالها مع عظيم الأسف غير معروفين، هم كما وصفهم المجلس العسكرى بالطرف الثالث.. فلمصلحة من تراق كل هذه الدماء؟!،.. ولمصلحة من يستمر هذا الوضع المأساوى.. فى غياب صوت العقل حدث ولا حرج، فالأمور تزداد تعقيداً والمآسى تزداد كارثية، والضحية فى النهاية الوطن أولاً يحترق،

والمواطن لا يعانى فقط وإنما تراق دماؤه علناً جهاراً نهاراً.
فى غياب العقل والحكمة يداس على الرقاب بالأقدام ويفقد المواطن آدميته، ويتسلط الحاكم الظالم وتضيع الحقوق وتهدر الكرامة، ونرى ما نراه حالياًأمام مجلس الوزراء وميدان التحرير.. لماذا يختفى إذن صوت العقل فى هذه الظروف الراهنة؟!.. ومن الذى يعطل العقل حالياً؟!..ومن المستفيد من ذلك؟!.. دعونا من وجود طرف ثالث أو رابع أو خامس، فالأمر الآن يحتاج إلى سرعة التدخل السريع لحسم الأمر؟!.. فالكل خاسر فى هذه المعارك التى تدور رحاها الآن،ونحن فى غنى كامل عن تشويه صورة بلدنا فى الخارج، فالمزايدون كثيرون وما أكثرهم.. لا نريد الخارج يتدخل فى شئوننا ويفسد ثورتنا الرائعة التى تعد من أعظم الثورات.. لقد وصل بنا الأمر أن تعلن أمريكا والأمم المتحدة إدانتها لما يحدث، وبدأت المزايدات تزداد..  ولابد من إعمال صوت العقل والحكمة وهذا دور حكماء الأمة وعقلائها لتفويت أية فرصة على كل من يريد أن ينال من الوطن والمصريين عموماً.. أكرر للمرة الألف ياحكماء الأمة أنقذوا مصر من الخراب قبل فوات الأوان.. ويامجلسنا العسكرى اتخذ قرارات فاعلة وسريعة لحسم هذه الفوضى.