عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سكت دهراً..!!

الدكتور أحمد نظيف رئىس الوزراء سكت دهراً ونطق حديثاً غريباً وشاذاً، ومتناقضاً، فقد تفتق ذهن رئىس الوزراء بعد طول غياب قائلاً: لا تعيينات فى الحكومة.. والانتحار ليس حلاً للأزمات.. وأن حكومته لديها برامج لتوفير »750« ألف فرصة عمل سنوياً!«.. »نظيف« أتى بما لم يأت به الأوائل عندما قال إنه لا توجد تعيينات فى الحكومة،! وهذا الحديث يثير الشباب ويصب جام غضبهم عليه، ويزيد من إحباطهم والقضاء على الأمل لديهم فى أية حياة كريمة، لأن نظيف أثبت أنه فى غيبوبة عن واقع حياة الناس وآلامهم ومشاكلهم، فبدلاً من خروجه إلى الجماهير الغفيرة التى تخرج يومياً فى اعتصامات واضرابات واحتجاجات للحوار معهم والوقوف على مشاكلهم، فعل كالذى يسكب البنزين على النار المشتعلة، فيزيدها إضراماً و»شعللة«.. أفراد الشعب المصرى يعرفون من سنين طويلة أنه لا أمل فى تعيينات جديدة بالحكومة أو ما تبقى من القطاع العام.. والناس أصابها أصلاً القرف عن الحكومة وليس لديهم أى استعداد للعمل بها حتى لو وجدت الفرص!!.

ونحن مع رئىس الوزراء أن الانتحار ليس حلاً، أما الحل كما يراه هو أن يموت الناس ببطء بدلاً من الموت السريع... والذين أقدموا على الانتحار حرقاً أو غرقاً أو رمياً من أعلى الشرفات، مواطنون تساوى لديهم الموت مع الحياة، فهم ميتون بالفعل ونحسبهم على الأحياء... ماتت أحاسيسهم وتبلدت مشاعرهم بعد ما فقدوا الحياة الكريمة لأى إنسان، ولسنا نلتمس عذراً لهؤلاء وانما نشفق عليهم ونتحسر على حالهم لهم وظروفهم المعيشية القاسية التى دفعتهم لارتكاب إثم فى حق أنفسهم للفت

نظر الحكومة التى تخلت عنهم!!.. ويزيد رئىس الوزراء من آلام المواطنين عندما يقول إن حكومته لديها فرص عمل تتعدى 750 ألف فرصة سنوياً، وأين كان »نظيف« طوال الفترة السابقة؟.. هل كان يجمع هذه الفرص حتى وصلت إلى هذا الرقم ليعلنه يوم »الاثنين« الماضى؟!.. أم أن »نظيف« كان يخبئ هذه الفرص ليعطيها للمحاسيب فى الوقت الذى يحدده؟!.. فى الحقيقة أنه لا توجد فرص أصلاً وأن حديث رئىس الوزراء كلام مرسل، أراد أن يطفئ أجساد المحترقين فزادها اشتعالاً..

نعم هى وعود خداعة لرئىس حكومة لا يحترم المواطنين، ولا يزال لديه إصرار شديد على أن الناس »بلهاء« ومن السهل خداعهم والضحك عليهم، رغم كل الاعتصامات والاضرابات التى تؤكد وعى هذا الشعب وعلمه بأن حكومته تضحك عليه وتسخر منه.. فالشعب الذى يطلب إقالة الحكومة، يعنى إنه يعرف كل ألاعيبها وتصرفاتها، وأن خداعها له لم يعد شيئاً غائباً.._لكن الغائب الحقيقى هو الحكومة ورئىس وزرائها، الذى زاد وطفح الكيل منه وعلى إهانته لهذا الشعب المقهور المغلوب على أمره..