عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع كل اعتصام.. قتلي ومصابون!!

لماذا تفجرت الاحداث بهذا الشكل المخيف أمام مجلس الوزراء؟ هل يعقل أن يكون لعب المعتصمين الكرة هو مفجر هذه الكارثة التي راح ضحيتها حتي الآن سبعة قتلي ومئات المصابين؟ ثم من أين جاء الجميع بهذا الكم الهائل من الحجارة والذي تم تبادل قذفها؟!..

وكيف تفشل قوات التأمين من منع إشعال النيران في مبني هيئة الطرق والكباري ومجلس الشعب؟  كما ان عدد المعتصمين أمام مجلس الوزراء والذين أرادت الدولة تفريقهم ليس كبيرة للدرجة التي يتم فيها وقوع هذه الكارثة؟.. وهل المجلس العسكري ضاقت به السبل والحل حتي يفشل في منع هذه المجزرة ووقف اراقة الدماء التي تتم مع كل اعتصام؟!.
الآن أصبحت السمة الرئيسية لكل اعتصام أو احتجاج، أن تغلب عليه عملية اراقة الدماء وسقوط قتلي ومصابين وكثرة عدد المشوهين وأصحاب العاهات.. كل الاعتصامات التي تقع نجد لها ضحايا من هذا الشعب العظيم، أليست هناك طرق ووسائل أخري لتفادي هذه الصدامات لمنع اراقة الدماء؟!.. أين ضبط النفس؟!.. وأين الحكمة؟! وأين استخدام العقل؟!.. أين المفاوضات التي أعلن عنها السيد كمال الجنزوري مع المعتصمين لإنهاء الأزمة وفض اعتصامهم؟!.. هل تبخرت وعود «الجنزوري» الذي قطع علي نفسه ألا يستخدم وحكومته العنف مع أي معتصم أو متظاهر؟!.. فعلاً ما أحلي الكلام واطلاق التصريحات الوردية، وما أصعب ضبط النفس والحكمة في مواجهة الامور.. كان من الممكن أن يظل الجنزوري وحكومته في المقر البديل حتي تتم مفاوضات فض الاعتصام بدون اراقة دماء.. لكن يبدو ان حكومة الجنزوري كانت مشتاقة الي الجلوس في مقر مجلس الوزراء.
علي أية حال دخول «الجنزوري» مقر وزارته علي جثث المعتصمين هو وصمة ولن يمحوها التاريخ، ويذكرها كما يذكر كل الذين وصلوا علي رقاب الآخرين وجثث القتلي ولا يوجد هناك أي مبرر مهما كان لان تراق الدماء، ومهما فعل المعتصمون أو حتي تجاوزا الحدود أو اللياقة أو ما شابه ذلك، لا يجوز أبداً أن تراق دماؤهم بهذا الشكل المهين الذي وصل الي حرب شوارع في منطقة شارع قصر العيني.. فأين الحكمة وأين العقل وأين ضبط النفس الذي تم تصديع رؤوسنا به؟!.. انها شعارات تفتت علي أرض الواقع وتبخرت مع أول اختبار لها.
أكثر من ثماني وأربعين ساعة دارت فيها معركة بين المعتصمين والشرطة، استخدم فيها الحجارة والعصي والرصاص ليس أمام مجلس الوزراء فحسب وانما امتدت الي شوارع جانبية ملاصقة للمجلس في منطقة قصر العيني.. تم فيها سقوط ضحايا وترويع المواطنين وحبس أسر بكاملها في منازلها منهم المرضي وطلاب المدارس والموظفون وخلافهم.. كل هذه الفوضي وهذا الترويع للآمنين ما المقصود منه وما الهدف من ورائه؟. لن ترضي الاجابة بأن استفزازاً تم سواء من المعتصمين أو أفراد الامن بسبب لعب الكرة؟!.. لن ترضي

اجابة بأن هناك من تدخل لتأجيج هذه الفوضي؟ ولكن الحقيقة التي لابد من قولها، هي أن ما حدث كان متعمداً جداً لتوصيل رسالة ما؟!!.. من الممكن أن تكون هذه الرسالة موجهة الي الشعب المصري؟! ومن الممكن أن تكون هذه الرسالة موجهة الي الولايات المتحدة الامريكية الغاضبة من نتائج انتخابات الجولتين الاولي والثانية وتظهر عكس ذلك؟!.
ويبقي أن نشير الي انه عندما أراد المجلس العسكري أن تجري انتخابات مجلس الشعب دون وقوع مشاكل نجح في ذلك بنسبة مائة في المائة رغم ان البلاد شهدت فوضي عارمة خلال الفترة التي سبقت بدء الانتخابات ومنذ اندلاع الثورة.. وتم إحكام السيطرة الكاملة ولم تحدث أية مشاكل انتخابية من التي اعتدنا عليها قبل ذلك وسادت الطمأنينة بين المواطنين والناخبين باستثناء وقوع تجاوزات انتخابية فقط ومخالفة لقوانين ولوائح الانتخابات... لكن يبقي السؤال المحير الذي يبحث عن اجابة شافية ترضي العقل ويطمئن لها القلب وهي لماذا لم يحسم المجلس العسكري  الامور أمام الاعتصامات ويمنع اراقة الدماء وسقوط القتلي والمصابين مع كل اعتصام أو مظاهرة.. الامور بشأن هذا الازمة تحتاج الي تفسير عاجل، ولا يجوز أن تكون هناك اجابة مقصورة عن انه لا يجوز التدخل مع المعتصمين، وإلا فمن يتبادل معهم الضرب وقذف الحجارة واطلاق الرصاص واشعال النار.. ومن علي فض الاعتصام وتفريق المتظاهرين بالقوة ثم لماذا في هذا التوقيت بالذات تم الاصرار علي فض الاعتصام.. هل ليتمكن «الجنزوري» وحكومته من دخول مجلس الوزراء؟!.. اذا كان هذا صحيحاً فذلك مرفوض.. لكن هناك أسباباً أخري غير ظاهرة تقضي في النهاية ان هناك رسالة موجهة الي شعب مصر.
هذه الرسالة ستكشف عنها الايام.. خاصة مع تزايد أعداد القتلي والمصابين في كل اعتصام.. ساعتها لن يغفر التاريخ لاحد مهما كانت هذه الاوجاع التي أصابت قلب مصر.